فصل فِي أَن مَذْهَب الشَّافِعِي أشبه الْمذَاهب بِالدَّلِيلِ إِذا عمل بقوله فِي الرُّجُوع إِلَى السّنة
١٧٤ - قد تقدم أَن الشَّافِعِي بنى مذْهبه بناءا محكما وَذَلِكَ أَنه كَانَ اعْتِمَاده على كتاب الله وَسنة رَسُوله وَالنَّظَر الصَّحِيح من الِاجْتِهَاد الرَّاجِع إِلَى الْكتاب وَالسّنة وترجيح أشبه الْمذَاهب إِلَى الْكتاب وَالسّنة
وَهَذَا هُوَ الأَصْل الصَّحِيح الْقوي الَّذِي يتم الْبناء عَلَيْهِ إِلَّا أَنه قد يعرض لَهُ مَا يعرض لغيره من الْبشر مِمَّن لَيْسَ بمعصوم من الْغَفْلَة وَالنِّسْيَان فأحالنا تَصْرِيح قَوْله على أَن مَا يَصح من أَقْوَال النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَهُوَ مذْهبه
فَلم يتْرك لعائب عَيْبا وَلَا لمنتقد من حساده انتقادا فَرضِي الله عَنهُ وَلِهَذَا قَالَ بعض الْعلمَاء لَوْلَا الشَّافِعِي لغير أَصْحَاب الرَّأْي مَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم