للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وجرول، وأوس، والحطيئة، والمليكة: أسماء منقولة، فأما الجرول: فهو الحجر، قال الراجز:

يا نَخْلُ ذَاتَ السِّدْر والجُرَاوِل

تطاولي ما شِئْتِ أنْ تَطاوَلي

وأما الأوس: فالعطية على جهة العوض، وأوس الذئب، وكذلك أويس، قال الراجز:

يا ليتَ شِعْرِي عَنْكَ واْلأَمْرُ أَمَمْ ... مَا فَعَلَ الْيَوْم أُوَيْسٌ بالغَنَمْ!

ومليكة: تصغير ملكة، مؤنثة الملك، أو تصغير ملكة على مثال ظلمة، وهي الجلبانة.

وأما الحطيئة: فتصغير حطأة، وهي الضرطة، والحطأة أيضاً: الصرعة، يقال: حطأت الرجل، إذا صرعته بالأرض.

واختف في تلقيبه بالحطيئة: فقيل: لقب بذلك لقصره. وقيل: لقب بذلك: لأنه ضرط بين قوم، فقيل له: ما هذا؟ فقال: حطيئة.

وقال الرياشي: سمي بذلك، لأنه كان محطوء الرجل، والرجل المحطوءة هي التي لا أخمص لها.

ومعنى أطوف ما أطوف أكثر الطواف، ويروى: أطود - بالدال غير معجمة، وهو مثل أطوف - هكذا رواه يعقوب.

وما مع الفعل بتقدير المصدر، كأنه قال: أطوف طوافي، وهو من المصادر السادة مسد الظروف، كأنه قال: مدة طوافي.

وآوي ألجأ.

وقعيدة الرجل: امرأته، سميت بذلك للزومها البيت.

ومعنى الكاع خسيسة، وإذا قيل ذلك للرجل، قيل: يا لكع، والأغلب عليهما ألا يستعملا إلا في النداء، وربما استعملا في غيره، وقد جاء في هذا الحديث: " لا تقوم الساعة حتى يلي أمور الناس لكع بن لكع " أي خسيس ابن خسيس.

وأنشد أبو القاسم في هذا الباب:

وما عليكَ أنْ تقولي كلّما ... هَلَّلْتِ أو سَبَّحْت: يا للهمْ مَا

أردُدْ علينَا شيخنا مُسَلمَّا ... من أيْنَما وَحيْثُمَا وكيفما!!

هذا الرجز: لا أعلم قائله، وزاد فيه الكوفيون:

فإننا من خيره لن نُعْدما.

أي: أمر بنيه وأهله، ومن جرى مجراهما بالدعاء له، والسلامة في السفر بعد انقضاء البغية والوطر.

وما زائدة.

وأنشد أبو القاسم في باب الاستغاثة:

يا عَجَباً لهذه الْفَلِيقَة ... هل تُذْهِبَنَّ القوباءَ الرّيقة

هذا الشعر: لا أعلم قائله.

والفليقة: الداهية، ويقال أيضاً: فليق، بغير هاء، وفلق وفلقة وفيلق.

وزعم أبو العباس المبرد: أنه يقال: فلق بفتح الفاء، وذلك غير معروف. قال سويد بن كراع:

إذا عَرَضَتْ دَاوِيَّةُ مُدلهِمَّةٌ ... وغَرَّدَ حاديِها عَمِلْنَ بها فَلْقا

وقال الآخر:

نَشُقُّهَا بِفَيْلَقٍ عنْ فَيْلَقٍ

قال خلف الأحمر: موت الإمام فلقة من الفلق؟.

والقوباء: - بفتح الواو وتسكينها - فمن فتح الواو: جعل الهمزة للتأنيث فلم يصرفها: ومن سكن واوها: جعل الهمزة للالحاق، فصرفها.

وأجاز الكوفيون ترك صرفها، مع سكون الواو، وتكون ألفها للتأنيث، ولا يجيز ذلك البصريون.

والريقة: القطعة من الريق.

وهذا البيت لأعرابي أصابته قوباء، فقيل: اجعل عليها شيئاً من ريقك وتعهدها بذلك، فإنها ستذهب، فعجب من ذلك واستغربه!.

ويروى: هل تغلبن القوباء الريقة - برفع القوباء - كأن معناها: أن الأعرابي كان يعتقد أن الريقة لا تبرؤها، فأنكر ذلك وتعجب منه! ويجوز تنوين العجب، وترك تنوينه: فمن نونه فله وجهان من الإعراب: أحدهما: أن يكون منادى منكورا، أو منادى مطولا، وهو الذي ينصب، وإن كان يقصد إليه لطوله بم ايتصل به كقولك: يا خيراً من زيد، ويسمى المشبه بالمضاف؛ لاحتياج الأول إلى الثاني، كاحتياج المضاف إلى المضاف إليه.

والوجه الثاني: أن يكون المنادى غير المتعجب، ويكون عجباً منصوباً على المصدر، كأنه قاله: يا قوم اعجبوا عجباً.

ومن روى يا عجبا بلا تنوين، فله وجهان أيضاً: أحدهما: أن يكون منادى مضافا، على لغة من يقول: يا غلاما أقبل، ونحوه قول أبي النجم:

يا ابْنَةَ عَمَّا لاَ تَلمِي واهْجَعِي.

والوجه الثاني: أن تريد: يا عجباه، وأكثر ما يستعمل هذا في الندبة، وقد جاء في غير الندبة نحو قول الآخر:

يا مَرْحَبَاهُ بحمار ناجية ... إذَا أتى قربته للسَّانية

وقال الآخر:

يا مرحباهُ بحمار عفْراء ... إذَا أتى قرْيتُه لما يَشَاء

من الحشيش والشعير والماء

وأنشد أبو القاسم في هذا الباب:

<<  <   >  >>