فَلَمَّا وجدوا جَمِيع هَذَا الَّذِي ذَكرْنَاهُ جمعُوا الْآيَات وَالْأَحَادِيث وبنوا بَعْضهَا على بعض فأنتج لَهُم من مجموعها مقَالَة ثَالِثَة سليمَة من شناعة المقالتين منتظمة لكل وَاحِد من الطَّرفَيْنِ ارْتَفَعت عَن تَقْصِير الجبرية وانحطت عَن غلو الْقَدَرِيَّة فَوَافَقت قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دين الله بَين الغالي والمقصر بنوا تفريعها على أصل وَجُمْلَة الْغَرَض مِنْهُ أَن لله تَعَالَى علم غيب سبق بِكُل مَا هُوَ كَائِن قبل كَونه ثمَّ خلق الْإِنْسَان فَجعل لَهُ عقلا