إِنَّمَا تدوم أَرْبَعِينَ يَوْمًا وفتنة هَؤُلَاءِ ظَهرت أَيَّام الْمَأْمُون وَهِي قَائِمَة بعد وَإِنَّمَا ظَهرت فتنتهم عَن تَدْبِير جمَاعَة وهم عبد الله بن مَيْمُون القداح وَكَانَ مولى جَعْفَر بن مُحَمَّد الصَّادِق وَمُحَمّد بن الْحُسَيْن الْمَعْرُوف بدندان وَجَمَاعَة كَانُوا يدعونَ الجهاربجة الَّذين كَانُوا مَعَ الملقب بدندان وَمَعَ مَيْمُون بن ديصان كلهم اجْتَمعُوا فِي سجن الْعرَاق وَوَضَعُوا مَذْهَب الباطنية فَلَمَّا خلصوا من السجْن ظَهرت دعوتهم وَأول من قَامَ بهَا مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الملقب بدندان ابْتَدَأَ الدعْوَة فِي أكراد جبال توز حَتَّى دخل فِي دَعوته جمَاعَة من أهل بدين ثمَّ إِن مَيْمُون بن ديصان قصد نَاحيَة الْمغرب وانتسب إِلَى عقيل بن أبي طَالب فَلَمَّا أَجَابَتْهُ جمَاعَة ادّعى أَنه من اولاد مُحَمَّد ابْن إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر الصَّادِق فَقبله مِنْهُ جمَاعَة من الْجُهَّال الَّذين لم يعلمُوا أَن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر خرج من الدُّنْيَا وَلم يعقب وَهَذَا شَيْء قد اتّفق عَلَيْهِ النسابة ثمَّ ظهر فِي أَتْبَاعه رجل اسْمه حمدَان قرمط فَدَعَا أهل الْبَحْرين وَكَانَ أَبُو سعيد الجنابي الَّذِي تغلب على أهل الْبَحْرين من أَتْبَاعه وأجابه جمَاعَة ثمَّ خرج سعيد بن الْحُسَيْن بن عبد الله بن مَيْمُون بن ديصان القداح إِلَى الْمغرب وَغير اسْمه وَنسبه فَقَالَ أَنا عبيد الله بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر الصَّادِق وأجابه جمَاعَة من أهل الْمغرب ثمَّ خرج مِنْهُم رجل كَانَ يَدعِي أَبَا حَاتِم إِلَى أَرض الديلم فأجابته مِنْهُم جمَاعَة وَدخل فِي دعوتهم من أهل خُرَاسَان الْحُسَيْن بن عَليّ الْمروزِي فِي الْوَقْت الَّذِي كَانَ يتَوَلَّى هراة ومروروذ وَلما قتل قَامَ بدعوته فِيمَا وَرَاء النَّهر مُحَمَّد بن أَحْمد النَّسَفِيّ الْمَعْرُوف بالبزدوي وَأَبُو يَعْقُوب السجْزِي أَقَامَ دَعوته بِنَاحِيَة سجستان وَهَذَا الْبَزْدَوِيّ صنف لَهُم كتابا سمى وَاحِدًا مِنْهَا كتاب الْمَحْصُول وَآخر كتاب اساس الدعْوَة وَآخر كتاب كشف الْأَسْرَار وَآخر كتاب تَأْوِيل الشَّرِيعَة وَذكر أهل التَّارِيخ إِن دَعْوَة الباطينة ظَهرت فِي أَيَّام الْمَأْمُون وانتشرت فِي أَيَّام المعتصم وَدخل فِي دعوتهم من حشم المعتصم رجل يُقَال لَهُ أفشين وَكَانَ بِسَبَبِهِ يداهن بابك الخرمي حَتَّى هزم عددا من عَسَاكِر الْمُسلمين حَتَّى اجْتمع أَبُو دلف