للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الْعلم فَيَقُول الْعَالم لَا تسمع هَذَا الْكَلَام وَلَا تغتر بِهِ لِأَنَّهُ كَلَام الباطنية وَهَذَا الَّذِي تَسْأَلنِي عَنهُ إِنَّمَا هُوَ أُمُور أَمر الله بهَا فَلَا اعْتِرَاض عَلَيْهِ وَلَو أَمر بخلافة لَكَانَ يجوز وَأَشْيَاء خلقهَا الله كَانَ يجوز أَن يخلق بِخِلَافِهَا لعُمُوم قدرته أَلا ترى أَن الله تبَارك وَتَعَالَى خلق بعض الْحَيَوَانَات على رجلَيْنِ وَبَعضهَا على أَربع وَبَعضهَا خلق بِلَا رجل تمشي على بَطنهَا وفيهَا مَا يطير بالجناح وَخلق بَعْضهَا يمشي على الْبر وَلَو سقط فِي المَاء هلك وَبَعضهَا يعِيش فِي الْبر وَالْبَحْر وَخلق بعض الْأَجْسَام بِحَيْثُ ترسب فِي المَاء مثل الْحجر وَالْحَدِيد وَبَعضهَا يطفو على المَاء كالخشب وَغَيره فَهَذَا كُله دَلِيل عُمُوم قدرَة الله تَعَالَى وَأَنه يفعل مَا يَشَاء وَيحكم مَا يُرِيد {لَا يسْأَل عَمَّا يفعل وهم يسْأَلُون}

فَإِذا رَجَعَ الْعَاميّ إِلَى من لقنه تِلْكَ الأسئلة وَذكر لَهُ الْجَواب الَّذِي وَصفه قَالَ لَهُ قد علمت الْآن أَنَّك لَا تعرف شَيْئا فشككه فِي أَمر الدّين وَفِي حَال الْعَالم فأوهم بذلك الغر الْغمر أَن تحتهَا حِكْمَة عَظِيمَة يعرفهَا وَيَقُولُونَ إِذا تحير الْعَاميّ لَا يعرف أسرار هَذِه الْأُمُور غَيرنَا فَإِذا طالبهم الْعَاميّ ببيانه يَقُولُونَ لَيْسَ هَذَا من الْأَسْرَار الَّتِي تفشى بِلَا عهد وَلَا مِيثَاق فَإِنَّهَا أسرار يعرفهَا الْخَواص فيحلفونه بِاللَّه وبالرسول وبالعتاق وَالطَّلَاق وتسبيل المَال وَالنعَم وَإِن كَانَ هَذَا الْيَمين لَا خطر لَهَا عِنْدهم فَإِنَّهُم لَا يُؤمنُونَ بِاللَّه وبالرسول وَلَكنهُمْ يُرِيدُونَ التهويل على الْمُسلم وَيَقُولُونَ أَيْضا لَا نظهره إِلَّا بِتَقْدِيم خير عَلَيْهِ فيطلبون مائَة وَتِسْعَة عشر درهما من السبيكة الْخَالِصَة وَيَقُولُونَ هَذَا تَأْوِيل قَول الله تَعَالَى {وأقرضوا الله قرضا حسنا} فالحاء وَالسِّين وَالنُّون وَالْألف إِذا جمع عَددهمْ بِحِسَاب الْجمل يكون مبلغه مائَة وَتِسْعَة عشر فَإِذا سمع الغر هَذَا الْكَلَام وبذل لَهُم الْعَهْد وَأعْطى هَذَا المَال قَالَ لَهُم لم يبْق إِلَّا أَن تهدوني إِلَى طريقكم وتفشوا إِلَيّ أسراركم فيخافون أَن يظهروا لَهُ حَقِيقَة مَا هم عَلَيْهِ فيظهرون لَهُ مَا

<<  <   >  >>