ومِنْ طريقِه: رواه المُؤلْفُ ـ والمعنى واحد ـ. وهو ـ على كلِّ حالٍ ـ خطأٌ ظاهرٌ؛ لمناوأتِه لقولِه: وأريهِ أنَّا نَأكلُ؛ فالصواب: ((فأطفئِي)). وهكذا هو في ((صحيح مسلم)) (٦/ ١٢٧) , وبإسنادِ أبي يعلى عينه. وكذلك وقع في روايةٍ لـ ((صحيح البخاري)) (رقم ٤٨٨٩). وعلى الصواب ـ أيضاً ـ: وقع في ((مسند أبي يَعلَى)) (٦١٩٤) مِنْ طريقِ يزيدَ بنِ كَيسانَ: حدَّثنا أبو حازمٍ ... به. ومِنَ الغرائب: أنَّ المُعلِّقَ على ((طبعة المؤسسةِ)) قد خَرَّجَ رواية يزيدَ هذه , ولكن لم يَتنبَّه للصواب الذي فيها , الأمرُ الذي يُؤكِّدُ أنَّ الرجل لا يُحسِنُ ـ أو على الأقلِّ ـ لا يَهُمَّهُ التحقيق , وإنما تسويدُ الصفحات بالتخريج الذي ليسَ غايةً في نفسه , وإنما هو وسيلةٌ للتحقيق , فأين هو؟!. هذا , وفي روايةٍ أخرى للبخاري مثل رواية أبي يعلى الأولى: فأصبحي. ويبدو لي ـ والله أعلم ـ: أن الرواية اختصاراً مُخلاً , وأن الأصل الجمعُ على النحو التالي: فأصبحي السراج؛ فإذا دَخَلَ الضيفُ؛ فأطفئيهِ , وأريه أنَّا نَأكلُ. وقد جاء هذا صراحةً في روايةٍ للبخاريِّ (٣٧٩٨). وكذا في كتابه ((الأدب المفرد)) ـ الذي أنا في صدد اختصارِه , على النحو الذي جَرَيتُ عليه في ((مختصر صحيح البخاري)) ـ؛ فانظر ((مختصر الأدب)) (٥٥٥/ ٧٤٠).