٥٩٣٢ - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى , قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ , قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ , قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَاصِمٍ اللَّيْثِيُّ , قَالَ:
أَتَيْنَا الْيَشْكُرِيَّ فِي رَهْطٍ مِنْ بَنِي لَيْثٍ , فَقَالَ: مِمَّنِ الْقَوْمُ؟ فَقُلْنَا: بَنُو لَيْثٍ, فَسَأَلْنَاهُ وسَأَلَنا , وَقَالُوا: إِنَّا أَتَيْنَاكَ نسألُك عَنْ حَدِيثِ حُذَيْفَةَ , فَقَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ أَبِي مُوسَى قَافِلِينَ مِنْ بَعْضِ مَغَازِيهِ , قَالَ: وغَلَتِ الدَّوابُّ بِالْكُوفَةِ , قَالَ: فَاسْتَأْذَنْتُ أَنَا وَصَاحِبِي أَبَا مُوسَى , فَأَذِنَ لَنَا , فَقَدِمْنَا الْكُوفَةَ بَاكِرًا مِنَ النَّهَارِ , فَقُلْتُ لِصَاحِبِي: إِنِّي دَاخِلٌ الْمَسْجِدَ , فَإِذَا قَامَتِ السُّوقُ؛ خَرَجْتُ إِلَيْكَ , فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ؛ فَإِذَا أَنَا بحلقة - كأنما قُطِعَتْ رؤوسهم - يَسْتَمِعُونَ إِلَى حَدِيثِ رَجُلٍ , قَالَ: فَجِئْتُ , فَقُمْتُ عَلَيْهِمْ , فَجَاءَ رَجُلٌ فَقَامَ إِلَى جَنْبِي , فَقُلْتُ لِلرَّجُلِ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: أَبَصْرِيُّ أَنْتَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ , قَالَ: قَدْ عَرَفْتُ أَنَّكَ لَوْ كُنتَ كُوفِيًّا؛ لَمْ تَسْأَلْ عَنْ هَذَا , هَذَا حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ , فَدَنَوْتُ مِنْهُ , فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْخَيْرِ , ⦗٣٦٨⦘ وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ , وعَرَفْتُ أَنَّ الْخَيْرَ لَمْ يَسْبِقْني , فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! هَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟! فَقَالَ:
((يَا حُذَيْفَةُ! تعلَّم كِتَابَ اللَّهِ , واتَّبع مَا فِيهِ)) - يَقُولُهَا لِي ثَلَاثَ مَرَّاتٍ - , قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! هَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ:
((فتنةٌ وشرٌّ)) , قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! هَلْ بَعْدَ هَذَا الشَّرِّ خيرُ؟ قَالَ:
((هُدْنَةٌ عَلَى دَخَنٍ)) , قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! هُدْنَةٌ عَلَى دَخَنٍ؛ مَا هِيَ؟ قَالَ:
((لَا تَرْجِعُ قُلُوبُ أَقْوَامٍ عَلَى الَّذِي كَانَتْ عَلَيْهِ)) , قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! هَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ؟ قَالَ:
((يَا حُذَيْفَةُ! تعلَّم كِتَابَ اللَّهِ , واتَّبع مَا فِيهِ)) - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ - , قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ؟ قَالَ:
((فِتْنَةٌ عَمْيَاءُ صَمَّاءُ , عَلَيْهَا دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ النَّارِ , فَإِنْ متَّ يَا حُذَيْفَةُ! وَأَنْتَ عاضٌّ عَلَى جَذْرِ خَشَبَةٍ يَابِسَةٍ: خيرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَتْبَعَ أَحَدًا مِنْهُمْ)).
الْيَشْكُرِيُّ: اسْمُهُ سليمان (١).
= (٥٩٦٣) [٦٩: ٣]
[تعليق الشيخ الألباني]
حسن - ((الصحيحة)) (١٣٩١). ⦗٣٦٩⦘
(١) كذا! والظاهر أنه خطأ من الناسخ , والصواب: سبيع.