للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الثَّالِثَة أَن تقطعوا أطماعكم عَن إِدْرَاك حَقِيقَة الْكَيْفِيَّة لِأَن إِدْرَاك حَقِيقَة الْكَيْفِيَّة مُسْتَحِيل وَهَذَا نَص الله عَلَيْهِ فِي سُورَة طه حَيْثُ قَالَ يعلم مَا بَين أَيْديهم وَمَا خَلفهم وَلَا يحيطون بِهِ علما فَقَوله يحيطون بِهِ فعل مضارع وَالْفِعْل الصناعي الَّذِي يُسمى بِالْفِعْلِ الْمُضَارع وَفعل الْأَمر وَالْفِعْل الْمَاضِي ينْحل عِنْد النَّحْوِيين عَن مصدر وزمن كَمَا قَالَ ابْن مَالك فِي الْخُلَاصَة ... الْمصدر اسْم مَا سوى الزَّمَان من ... مدلولي الْفِعْل كأمن من أَمن ... وَقد حرر عُلَمَاء البلاغة فِي مَبْحَث الِاسْتِعَارَة التّبعِيَّة أَنه ينْحل عَن (مصدر وزمن وَنسبَة) فالمصدر كامن فِي مَفْهُومه إِجْمَاعًا ف يحيطون تكمن فِي مفهومها (الْإِحَاطَة) فيتسلط النَّفْي على الْمصدر الكامن فِي الْفِعْل فَيكون مَعَه كالنكرة المبنية على الْفَتْح فَيصير الْمَعْنى لَا إحاطة للْعلم البشري بِرَبّ السَّمَوَات وَالْأَرْض فينفي جنس أَنْوَاع الْإِحَاطَة عَن كيفيتها فالإحالة المسندة للْعلم منفية عَن رب الْعَالمين فَلَا يشكل عَلَيْكُم بعد هَذَا صفة نزُول وَلَا مَجِيء وَلَا صفة يَد وَلَا أَصَابِع وَلَا عجب وَلَا ضحك لِأَن هَذِه الصِّفَات كلهَا من بَاب وَاحِد فَمَا وصف الله بِهِ نَفسه مِنْهَا فَهُوَ حق وَهُوَ لَائِق

<<  <   >  >>