بكمها فَنفخ فِي جيب درعها وَكَانَ مشقوقا من قدامها فَدخلت النفخة فِي صدرها فَحملت
قَالَ الْمَسِيح روح الله لِأَنَّهُ كَانَ بنفخة جِبْرِيل فِي درع مَرْيَم وَنسب الرّوح إِلَيْهِ تَعَالَى لِأَنَّهُ بأَمْره
وَأما قَوْله تَعَالَى لعيسى {إِذْ أيدتك بِروح الْقُدس} الْمَائِدَة ١١٠ أَي بِالروحِ المقدسة وَهُوَ جِبْرِيل سمي بذلك لِأَن جِسْمه روحاني وَيَأْتِي بِمَا فِيهِ روح الْقُلُوب وحياتها وأضيف للقدس وَهُوَ الطَّهَارَة لِأَنَّهُ لَا يقترف ذَنبا وَقيل هُوَ الرّوح الَّذِي بِهِ حَيَاة الْبدن وَخص روحه عَلَيْهِ السَّلَام بوصفه بالقدس لِأَنَّهُ لم تضمه الأصلاب وَلَا أَرْحَام الطوامث لِأَن أمه لم تَحض صلى الله عَلَيْهِ وَعَلَيْهَا
وَمن الْمُتَشَابه النُّور فِي قَوْله تَعَالَى {الله نور السَّمَاوَات وَالْأَرْض} النُّور ٣٥
قَالَ أهل التَّأْوِيل النُّور هُوَ الْمدْرك بالبصر فإسناده إِلَى الله مجَاز كَمَا تَقول زيد عدل وَإِسْنَاده بإعتبارين إِمَّا على أَنه بِمَعْنى اسْم الْفَاعِل أَي منور كَمَا قرئَ بِهِ أَو على الْحَذف أَي ذُو نور وَيُؤَيِّدهُ قَوْله {مثل نوره} وإضافته للسماوات وَالْأَرْض للدلالة على سَعَة إشراقه أَو لاشتمالهما على الْأَنْوَار الحسية والعقلية وقصور الإدراكات البشرية عَلَيْهِمَا
وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ فِيهِ سِتَّة أَقْوَال إِمَّا أَنه بِمَعْنى منور أَو ذُو النُّور أَو هادي أَو مزين أَو ظَاهر أَو أَنه تَعَالَى نور لَا كالأنوار قَالَه الشَّيْخ أَبُو الْحسن
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute