وَكَانُوا إِذا رَأَوْا الرجل قد أغرق فِي نفي التَّشْبِيه من غير إِثْبَات الصِّفَات قَالُوا هَذَا جهمي معطل فَإِن الْجَهْمِية والمعتزلة إِلَى الْيَوْم يسمون من أثبت شَيْئا من الصِّفَات مشبها كذبا مِنْهُم وإفتراء فالروافض تسمي أهل السّنة نواصب والقدرية يسمونهم مجبرة والمرجئة يسمونهم شكاكا والجهمية يسمونهم مشبهة وَأهل الْكَلَام يسمونهم حشوية والمتصوفة يسمونهم محجوبين كَمَا كَانَت قُرَيْش تسمي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تَارَة مَجْنُونا وَتارَة شَاعِرًا وَتارَة كَاهِنًا وَتارَة مفتريا وَهَذِه عَلامَة الْإِرْث الصَّحِيح والمتابعة التَّامَّة
ثمَّ قَالَ ابْن تَيْمِية فِي آخر كَلَامه وجماع الْأَمر أَن الْأَقْسَام الممكنة فِي آيَات الصِّفَات وأحاديثها سِتَّة أَقسَام كل قسم عَلَيْهِ طَائِفَة من أهل الْقبْلَة
وَسَيَأْتِي الْكَلَام على ذكر هَذِه الْأَقْسَام آخر الْكتاب