الْحَمد لله محيي الْأَمْوَات ومعيد الرفات ومجازيهم على الْمعاصِي ومثيبهم على الطَّاعَات وَالسَّامِع من الداعين خَفِي الْأَصْوَات الَّذِي لَا يخفى عَلَيْهِ شَيْء فِي الْأَرْضين وَالسَّمَوَات
وَالصَّلَاة وَالسَّلَام على من كَانَ تكليم الجماد لَهُ إِحْدَى المعجزات وعَلى آله وَصَحبه أَصْحَاب الكرامات الباهرات
أما بعد فَإِنِّي فِي شهر رَمَضَان عَام خمس وثلثمائة وَألف من هِجْرَة من أنزل عَلَيْهِ الْقُرْآن تَفْصِيلًا لكل شئ وتبيانا ذكرت فِي مجْلِس درسي الْعَام مَا قالته الْأَئِمَّة الأحناف الْأَعْلَام فِي كتبهمْ الْفِقْهِيَّة وأحكامهم الشَّرْعِيَّة من عدم سَماع الْمَوْتَى كَلَام الْأَحْيَاء وَأَن من خلف لايكلم زيدا فَكَلمهُ وَهُوَ ميت لَا يَحْنَث وَعَلِيهِ فَتْوَى الْعلمَاء فأشاع بعض من انتسب إِلَى الْعلم من غير إِدْرَاك لما حرروه وَلَا فهم أَن هَذَا الْعزو غير صَحِيح وَأَنه قَول مُنكر مُغَاير للشَّرْع الرجيح وَأَنه لم يعْتَقد ذَلِك أحد من أَصْحَاب الإِمَام أبي حنيفَة وَمَالك وَالشَّافِعِيّ وَأحمد فَاتبعهُ أَتبَاع كل ناعق من أَفْرَاد الجهلة