للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَلَوْلَا ذَلِك لم يُمكن نفوسنا أَن تَجِد صُورَة إِلَّا فِي هيولاتها

وَإِذا ثَبت ذَلِك لم يستنكر وجود الْإِنْسَان بعد الْمَوْت صُورَة مُجَرّدَة من الهيولى وَلم يمْنَع من ذَلِك مَانع

برهَان خَامِس

نجد الْإِنْسَان بِالْمُشَاهَدَةِ يبْدَأ طفْلا لَا يعلم شَيْئا ثمَّ لَا يزَال كلما نَشأ يترقى فِي المعارف وتكثر المعقولات فِي نَفسه حَتَّى يصير فيلسوفا حكيما

فَلَا يَخْلُو مَا يستفيده من التَّمْيِيز والمعرفة أَن يكون

من قبل جِسْمه فَقَط

أَو من قبل نَفسه فَقَط

أَو من قبلهمَا مَعًا

فَإِن كَانَ من قبل جِسْمه فَيجب أَن يكون الْإِنْسَان كلما ضخم جِسْمه وَكَثُرت مادته كَانَ أقعد بِقبُول المعارف وَكلما ضؤل وَقلت مادته

<<  <   >  >>