للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

عَن أَن تنْزع الرّوح عَن الأجساد لقَوْله تَعَالَى {الله يتوفى الْأَنْفس حِين مَوتهَا} أَي يَأْخُذهَا وافية من الأجساد والمجاهد تنقل روحه إِلَى طير خضر فقد إنتقل من جَسَد إِلَى آخر بِخِلَاف غَيره فَإِن أَرْوَاحهم تنفى من الأجساد

٦٤ - قَالَ وَأما حَدِيث كَعْب نسمَة الْمُؤمن إِلَى آخِره فَهَذَا الْعُمُوم مَحْمُول على الْمُجَاهدين لِأَنَّهُ قد ورد أَن الرّوح فِي الْقَبْر يعرض عَلَيْهَا مقعدها من الْجنَّة وَالنَّار ولأنا أمرنَا بِالسَّلَامِ على الْقُبُور وَلَوْلَا أَن الْأَرْوَاح تدْرك لما كَانَ فِيهِ فَائِدَة إنتهى

فَاخْتَارَ فِي أَرْوَاح الشُّهَدَاء أَنَّهَا كَانَت كائنة فِي طير لَا أَنَّهَا نَفسهَا طير وَيُؤَيِّدهُ مَا تقدم عَن إِبْنِ عمر رَضِي الله عَنْهُمَا وَإِنَّمَا تركب فِي جَسَد آخر وَهُوَ وَإِن كَانَ مَوْقُوفا فَلهُ حكم الْمَرْفُوع لِأَن مثله لَا يُقَال من قبل الرَّأْي وَقد رَأَيْت لَهُ شَاهدا مَرْفُوعا

٦٥ - وَأخرج ٧ هناد بن السّري فِي كتاب الزّهْد من طَرِيق إِبْنِ إِسْحَاق عَن إِسْحَاق بن عبد الله بن أبي فَرْوَة قَالَ حَدثنَا بعض أهل الْعلم أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ إِن الشُّهَدَاء ثَلَاثَة فأدنى الشُّهَدَاء عِنْد الله منزلَة رجل خرج مَنْبُوذًا بِنَفسِهِ وَمَاله لَا يُرِيد أَن يقتل وَلَا يقتل أَتَاهُ سهم غرب فَأَصَابَهُ فَأول قَطْرَة تقطر من دَمه يغْفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه ثمَّ يهْبط الله جسدا من السَّمَاء يَجْعَل فِيهِ روحه ثمَّ يصعد بِهِ إِلَى الله فَمَا يمر بسماء من السَّمَاوَات إِلَّا شيعته الْمَلَائِكَة حَتَّى يَنْتَهِي إِلَى الله فَإِذا أَنْتَهِي بِهِ وَقع سَاجِدا ثمَّ يُؤمر بِهِ فيكسى سبعين حلَّة من الإستبرق ثمَّ يُقَال إذهبوا بِهِ إِلَى إخوانه من الشُّهَدَاء فَاجْعَلُوهُ مَعَهم فَيُؤتى بِهِ إِلَيْهِم وهم فِي قبَّة خضراء عِنْد بَاب الْجنَّة يخرج عَلَيْهِم غذاؤهم من الْجنَّة فَإِذا إنتهى إِلَى إخوانه سَأَلُوهُ كَمَا تسْأَلُون الرَّاكِب يقدم عَلَيْكُم من بِلَادكُمْ فَيَقُولُونَ مَا فعل فلَان مَا فعل فلَان فَيَقُول أفلس فلَان فَيَقُولُونَ مَا فعل بِمَالِه فوَاللَّه إِنَّه كَانَ لكيسا جموعا تَاجِرًا إِنَّا لَا نعد الْمُفلس كَمَا تَعدونَ إِنَّمَا الْمُفلس من الْأَعْمَال

فَيَقُولُونَ مَا فعل فلَان بإمرأته فُلَانَة فَيَقُول طَلقهَا فَيَقُولُونَ مَا الَّذِي جرى بَينهمَا حَتَّى طَلقهَا فوَاللَّه إِن كَانَ بهَا لمعجبا فَيَقُولُونَ مَا فعل فلَان فَيَقُول مَاتَ

<<  <   >  >>