من أَب أَو أم أَو ولد أَو صديق ثِقَة فَإِذا لحقته كَانَت أحب إِلَيْهِ من الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا
وَإِن الله تَعَالَى ليدْخل على أهل الْقُبُور من دُعَاء أهل الأَرْض أَمْثَال الْجبَال وَإِن هَدِيَّة الْأَحْيَاء إِلَى الْأَمْوَات الإستغفار لَهُم قَالَ الْبَيْهَقِيّ قَالَ أَبُو عَليّ الْحُسَيْن بن عَليّ الْحَافِظ حَدِيث غَرِيب من حَدِيث عبد الله بن الْمُبَارك لم يَقع عِنْد أهل خُرَاسَان
٢٢ - وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا عَن سُفْيَان قَالَ كَانَ يُقَال الْأَمْوَات أحْوج إِلَى الدُّعَاء من الْأَحْيَاء إِلَى الطَّعَام وَالشرَاب
وَقد نقل غير وَاحِد الْإِجْمَاع على أَن الدُّعَاء ينفع الْمَيِّت وَدَلِيله من الْقُرْآن قَوْله تَعَالَى {وَالَّذين جاؤوا من بعدهمْ يَقُولُونَ رَبنَا اغْفِر لنا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذين سبقُونَا بِالْإِيمَان}
٢٣ - وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا عَن بعض السّلف قَالَ رَأَيْت أَخا لي فِي النّوم بعد مَوته فَقلت أيصل إِلَيْك دُعَاء الْأَحْيَاء قَالَ إِي وَالله يترفرف مثل النُّور ثمَّ نلبسه
٢٤ - وَأخرج عَن عَمْرو بن جرير قَالَ إِذا دَعَا العَبْد لِأَخِيهِ الْمَيِّت أَتَاهُ بهَا إِلَى قَبره ملك فَقَالَ يَا صَاحب الْقَبْر الْغَرِيب هَذِه هَدِيَّة من أَخ عَلَيْك شفيق
٢٥ - وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا عَن أبي قلَابَة قَالَ أَقبلت من الشَّام إِلَى الْبَصْرَة فَنزلت الخَنْدَق فتطهرت وَصليت رَكْعَتَيْنِ بِاللَّيْلِ ثمَّ وضعت رَأْسِي على قبر فَنمت ثمَّ إنتبهت فَإِذا بِصَاحِب الْقَبْر يشتكي وَيَقُول لقد آذيتني مُنْذُ اللَّيْلَة ثمَّ قَالَ إِنَّكُم لَا تعلمُونَ وَنحن نعلم وَلَا نقدر على الْعَمَل أَن الرَّكْعَتَيْنِ اللَّتَيْنِ ركعتهما خير من الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ثمَّ قَالَ جزى الله أهل الدُّنْيَا خيرا فأقرئهم مني السَّلَام فَإِنَّهُ يدْخل علينا من دُعَائِهِمْ نور مثل الْجبَال
٢٦ - وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا عَن بعض الْمُتَقَدِّمين قَالَ مَرَرْت بالمقابر فَتَرَحَّمت عَلَيْهِم فَهَتَفَ بِي هَاتِف نعم فترحم عَلَيْهِم فَإِن فيهم المهموم والمحزون