٢٣ - وَأخرج أَبُو نعيم عَن مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان قَالَ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول إِن رجلا كَانَ يعْمل السَّيِّئَات وَقتل سبعا وَتِسْعين نفسا كلهَا يقتل ظلما بِغَيْر حق فَخرج فَأتى ديرانيا فَقَالَ يَا رَاهِب إِن رجلا كَانَ يعْمل السَّيِّئَات وَقتل سبعا وَتِسْعين نفسا كلهَا تقتل ظلما بِغَيْر حق فَهَل لَهُ من تَوْبَة فَقَالَ لَا فَضَربهُ فَقتله ثمَّ أَتَى آخر فَقَالَ لَهُ مثل مَا قَالَ لصَاحبه فَقَالَ لَهُ لَيْسَ لَك تَوْبَة فَقتله أَيْضا ثمَّ أَتَى آخر فَقَالَ لَهُ مثل مَا قَالَ لصَاحبه فَقَالَ لَهُ لَيْسَ لَك تَوْبَة فَقتله أَيْضا ثمَّ أَتَى رَاهِبًا آخر فَقَالَ لَهُ إِن الآخر لم يدع من الشَّرّ شَيْئا إِلَّا عمله قد قتل مائَة نفس كلهَا تقتل ظلما بِغَيْر حق فَهَل لَهُ من تَوْبَة فَقَالَ لَهُ وَالله لَئِن قلت لَك إِن الله لَا يَتُوب على من تَابَ إِلَيْهِ لقد كذبت هَا هُنَا دير فِيهِ قوم متعبدون فائتهم فاعبد الله مَعَهم فَخرج تَائِبًا حَتَّى إِذا كَانَ بِبَعْض الطَّرِيق بعث الله إِلَيْهِ ملكا فَقبض نَفسه فحضرته مَلَائِكَة الْعَذَاب وملائكة الرَّحْمَة فاختصموا فِيهِ فَبعث الله إِلَيْهِم ملكا فَقَالَ لَهُم إِلَى أَي الديرين كَانَ أقرب فَهُوَ مِنْهُم فقاسوا مَا بَينهمَا فوجدوه أقرب إِلَى دير التوابين بقيس أُنْمُلَة فغفر لَهُ
وأصل الحَدِيث فِي الصَّحِيحَيْنِ من رِوَايَة أبي سعيد الْخُدْرِيّ بِاخْتِصَار وَفِيه فَأوحى الله تَعَالَى إِلَى هَذِه أَن تقربي وَإِلَى هَذِه أَن تباعدي وَورد أَيْضا من حَدِيث إِبْنِ عمر والمقدام بن معد يكرب وَأبي هُرَيْرَة
٢٤ - وَأخرج سعيد بن مَنْصُور فِي سنَنه وإبن أبي الدُّنْيَا عَن الْحسن قَالَ إِذا أحتضر الْمُؤمن حَضَره خَمْسمِائَة ملك فيقبضون روحه فيعرجون بِهِ إِلَى السَّمَاء الدُّنْيَا فَتَلقاهُمْ أَرْوَاح الْمُؤمنِينَ الْمَاضِيَة فيريدون أَن يستخبروه فَتَقول لَهُم الْمَلَائِكَة إرفقوا بِهِ فَإِنَّهُ خرج من كرب عَظِيم ثمَّ يستخبرونه حَتَّى يستخبر الرجل عَن أَخِيه وَعَن صَاحبه فَيَقُول هُوَ كَمَا عهِدت حَتَّى يستخبروه عَن إِنْسَان قد مَاتَ قبله فَيَقُول أَو مَا أَتَى عَلَيْكُم فَيَقُولُونَ أَو قد هلك فَيَقُول إِي وَالله فَيَقُولُونَ أرَاهُ قد ذهب بِهِ إِلَى أمه الهاوية فبئست الْأُم وبئست المربية