يحرم المرور بين المصلي والسترة، كما يحرم المرور بين يدي المصلي لو لم ينصب سترة، وذلك لحديث أبي جهم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه لكان أن يقف أربعين خيراً له من أن يمر بين يديه)(١) .
أما بعد السترة فيصح المرور للحديث المتقدم (ثم لا يضره ما مرّ أمامه) .
ولا يفسد صلاة من مرّ من موضع سجوده مار بل يأثم المار إن كان مكلفاً. ولو كان المصلي في الصحراء أو في مسجد كبير فالإثم هو في المرور في موضع سجوده. أما في المسجد الصغير فلا يجوز المرور إلا من بعد السترة، أو ينتظر حتى يفرغ المصلي.
ويقسم الإثم على المرور بين يدي المصلي إلى ثلاثة أحوال:
(١) - الإثم على المار فقط إن كان المصلي يصلي جماعة وكان مسبوقاً فقام يتم صلاته وهو واقف بالخلف بعيداً عن القبلة.
(٢) - الإثم على المصلي إن وقف بدون ساتر، وكان المار مضطراً ولم يجد إلا أن يمر من أمام المصلي.
(٣) - الإثم عليهما معاً إن وقف المصلي في مكان وسط، وكان بإمكانه أن يتقدم إلى الساتر وبإمكان المار أن يمر خلفه.