للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

إِمَّا أَن يكون من أَجْهَل النَّاس بِالدّينِ وَبِمَا يمدح بِهِ صَاحبه وَإِمَّا أَن يكون زنديقا ملحدا أَرَادَ الْقدح فِي عَليّ بِمثل هَذَا الْكَلَام الَّذِي يسْتَحق صَاحبه الذَّم وَالْعِقَاب دون الْمَدْح وَالثَّوَاب

قَالَ وروى الْبَيْهَقِيّ بِسَنَدِهِ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ من أَرَادَ أَن ينظر إِلَى آدم فِي علمه وَإِلَى نوح فِي تقواه وَإِلَى إِبْرَاهِيم فِي حلمه وَإِلَى مُوسَى فِي هيبته وَإِلَى عِيسَى فِي عِبَادَته فَلْينْظر إِلَى عَليّ

قُلْنَا وَهَذَا خبر مُنكر فهاتوا إِسْنَاده إِن كُنْتُم صَادِقين وَيُقَال ثَانِيًا هَذَا الحَدِيث كذب مَوْضُوع على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِلَا ريب عِنْد أهل الْعلم بِالْحَدِيثِ وَلِهَذَا لَا يذكرهُ أهل الْعلم بِالْحَدِيثِ وَإِن كَانُوا حراصا على جمع فَضَائِل على كَالنَّسَائِيِّ فَإِنَّهُ قصد أَن يجمع فَضَائِل عَليّ فِي كتاب سَمَّاهُ الخصائص وَالتِّرْمِذِيّ قد ذكر أَحَادِيث مُتعَدِّدَة فِي فضائله وَمِنْهَا مَا هُوَ ضَعِيف بل مَوْضُوع وَمَعَ هَذَا لم يذكرُوا هَذَا وَنَحْوه

قَالَ وَقَالَ أَبُو عمر الزَّاهِد قَالَ أَبُو الْعَبَّاس لَا نعلم أحدا قَالَ بعد نبيه سلوني من شِيث إِلَى مُحَمَّد إِلَّا عليا فَسَأَلَهُ الأكابر أَبُو بكر وَعمر وأشباههما حَتَّى انْقَطع السُّؤَال ثمَّ قَالَ بعد هَذَا يَا كميل بن زِيَاد إِن هَا هُنَا علما جما لَو أصبت لَهُ حَملَة

وَالْجَوَاب أَن هَذَا النَّقْل إِن صَحَّ عَن ثَعْلَب فثعلب لم يذكر لَهُ إِسْنَادًا حَتَّى يحْتَج بِهِ وَلَيْسَ ثَعْلَب من أَئِمَّة الحَدِيث الَّذين يعْرفُونَ صَحِيحه من سقيمه حَتَّى يُقَال صَحَّ عِنْده بل من هُوَ أعلم من ثَعْلَب من الْفُقَهَاء يذكرُونَ أَحَادِيث كَثِيرَة لَا أصل لَهَا فَكيف ثَعْلَب وَهُوَ قد سمع هَذَا من بعض النَّاس الَّذين لَا يذكرُونَ مَا يَقُولُونَ عَن أحد وَعلي لم يَقُول هَذَا فِي

<<  <   >  >>