للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يَقُول اذا لم يكن بُد من معلم مَعْصُوم وَلَا معْجزَة للمعصوم وانما يعرف بِالدَّعْوَى وَصَاحب الباطنية لَا يَدعِي الربوبيه كَيفَ وَصَاحب الشاباسية يَدعِي الربوبيه فأتباعه اولى فان قُلْتُمْ من يَدعِي الربوبيه يعرف بطلَان قَوْله ضَرُورَة فَالْجَوَاب من وَجْهَيْن أَحدهمَا أَنه إِنَّمَا يدعى ذَلِك بطرِيق الْحُلُول وَيَزْعُم ان ذَلِك توارث فِي نسبهم وَقد اسْتمرّ ذَلِك فِي بَيتهمْ عصرا طَويلا وَالْمُدَّعِي الْآن كَانَ جده مُدعيًا لذَلِك

والحلول قد ذهب اليه طوائف كَثِيرَة فَلَيْسَ بطلَان مَذْهَب الحلولية ضَرُورِيًّا فَكيف يكون ضَرُورِيًّا وَفِيه من الْخلاف الْمَشْهُور مَا لَا يكَاد يخفى حَتَّى مَال الى ذَلِك طَائِفَة كَبِيرَة من محققي الصوفيه وَجَمَاعَة من الفلاسفة واليه اشار الْحُسَيْن بن مَنْصُور الحلاج الَّذِي صلب بِبَغْدَاد حَيْثُ كَانَ يَقُول أَنا الْحق أَنا احق وَكَانَ يقْرَأ فِي وَقت الصلب وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صلبوه وَلَكِن شبه لَهُم واليه أَشَارَ أبوزيد البسطامي بقوله سبحاني سبحاني مَا أعظم شأني وَقد سَمِعت انا شَيخا من مَشَايِخ الصُّوفِيَّة تعقد عَلَيْهِ الخناصر ويشار اليه بالأصابع فِي متانة دين وغزارة علم حكى لي عَن شَيْخه المرموق فِي الدّين والورع انه قَالَ مَا تسمعه من أَسمَاء الله الْحسنى الَّتِي هِيَ تِسْعَة وَتسْعُونَ كلهَا يصير وَصفا للصوفي السالك بطريقه الى الله وَهُوَ

<<  <   >  >>