للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صَرِيح كَلَام الْمعلم الْمَعْصُوم ألى مؤول ومعلم آخر ولتسلسل الى غير نِهَايَة

الثَّانِي أَلْفَاظ مجملة ومتشابهة كحرووف اوائل السُّور فمعانيها لَا يُمكن ان تدْرك بِالْعقلِ إِذْ اللُّغَات تعرف بالاصطلاح وَلم يسْبق اصْطِلَاح من الْخلق على حُرُوف التهجي وان الر وحم عسق عبارَة عماذا فالمعصوم ايضا لايفهمه وانما يفهم ذَلِك من الله تَعَالَى اذا بَين المُرَاد بِهِ على لِسَان رَسُوله فيفهم ذَلِك سَمَاعا وَذَلِكَ لَا يَخْلُو إِمَّا أَن لم يذكرهُ الرَّسُول لانه لَا حَاجَة ألى مَعْرفَته وَلم يُكَلف الْخلق بِهِ فالمعصوم شريك فِي انه لَا يعرفهُ إِذْ لم يسمعهُ من الرَّسُول وان عرفه وَذكره فقد ذكر مَا بالخلق مندوحة عَن مَعْرفَته فانهم لن يكلفوه وان ذكره الرَّسُول فقد اشْترك فِي مَعْرفَته من بلغه الْخَبَر متواترا كَانَ اَوْ آحادا وَفِيه عَن ابْن عَبَّاس وَجَمَاعَة من الْمُفَسّرين نقل فَإِن كَانَ متواترا افاد علما وَإِلَّا افاد ظنا وَالظَّن فِيهِ كَاف بل لَا حَاجَة الى مَعْرفَته فانه لَا تَكْلِيف فِيهِ واما وَقت الْقِيَامَة فَلم يذكرهُ الله تَعَالَى وَلَا ذكره رسلوه عَلَيْهِ السَّلَام وانما يجب التَّصْدِيق بِأَصْل الْقِيَامَة وولا يجب معرفَة وَقتهَا بل مصلحَة الْخلق فِي إخفائها عَنْهُم وَلذَلِك طوى مِنْهُم فالمعصوم من أَيْن عرف ذَلِك الْكَلَام وَلم يذكرهُ الله وَلَا رَسُوله وَلَا مجَال لضَرُورَة الْعقل وَلَا لنظره فِي تعْيين الْوَقْت ثمَّ لنقدر انه عرف ذَلِك وَزعم انه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذكره سرا مَعَ عَليّ بن ابي طَالب رَضِي الله عَنهُ وَذكره كل امام مَعَ سوسه فَأَي فَائِدَة لِلْخلقِ فِيهِ وَهُوَ سر لَا يجوز ان يذكر الا مَعَ الْأَئِمَّة فَإِن ذكره معصومكم وَأفْشى هَذَا السِّرّ الَّذِي امْر الله تَعَالَى بكتمانه إِذْ قَالَ تَعَالَى أكاد اخفيها كَانَ معاندا لله وَرَسُوله وان كَانَ لَا يفشيه فَكيف يتَعَلَّم مِنْهُ مَا لَا يجوز تَعْلِيمه فَدلَّ على ان الامور الْعَقْلِيَّة محتاجة الى التَّعْلِيم وَلَكِن الْمعلم ان كَانَ يُنَبه على طَرِيق النّظر فِيهِ فَلَا يشْتَرط عصمته وان كَانَ يُقَلّد من غير دَلِيل فَلَا بُد أَن تعرف بالمعجزة عصمته وَهُوَ النَّبِي وناهيك بِهِ معلما فَلَا حَاجَة الى غَيره

<<  <   >  >>