للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فَيُقَال لَهُ هون على نَفسك فان دَعْوَى وجود هَذَا الشريط غير مستبعدة فان الاموال المنصبة إِلَى الخزائن المعمورة اربعة اصناف الصِّنْف الاول ارْتِفَاع المستغلات وهى ماخوذة من اموال موروثة لَهُ والصنف الثَّانِي اموال الْجِزْيَة وَهِي من اطيب مَا يُؤْخَذ والصنف الثَّالِث اموال التركات وَلم يعْهَد مِنْهُ قطّ الى الان الطمع فِي تَرِكَة تعين لاستحقاقها وَارِث وَمن لَا وَارِث لَهُ فمنصبه بَيت المَال الصِّنْف الرَّابِع اموال الْخراج الماخوذة من ارْض الْعرَاق وَمذهب الشَّافِعِي وَطَوَائِف من الْعلمَاء أَن أَرض الْعرَاق وقف وَهِي من عبادان الى الْموصل طولا وَمن الْقَادِسِيَّة الى حلوان عرضا انما وقفهخا عمر رضى الله عَنهُ على الْمُسلمين ليَكُون جَمِيع خراجها منصبا الى بَيت المَال ومصالح الْمُسلمين فَهَذِهِ هِيَ الاموال الماخوذة واخذها جَائِز وَيبقى النّظر فِي مصارفها وَهِي مَعَ اخْتِلَاف جهاتها ارْبَعْ جِهَات وفيهَا تَنْحَصِر مصَالح الاسلام وَالْمُسْلِمين الْجِهَة الاولى المرتزقة من جند الاسلام اذ لابد من كفايتهم واكثرهم فِي هَذَا الْعَصْر مكفيون بثروتهم واستظهارهم ومقتدرون على كِفَايَة غَيرهم وَمَعَ ذَلِك فقد امدهم الراى الشريف النَّبَوِيّ فِي هَذِه الايام مُدَّة مقَام الْعَسْكَر بِمَدِينَة السَّلَام باموال استفرغ فِيهَا الخزائن وافاض عَلَيْهِم من ضروب التشريفات والانعام مَا يخلد ذكره على مكر الايام والاعوام الْجِهَة الثَّانِيَة عُلَمَاء الدّين وفقهاء الْمُسلمين القائمون بعلوم الشَّرِيعَة فانهم حراس الدّين بِالدَّلِيلِ والبرهان كَمَا ان الْجنُود حراسه بِالسَّيْفِ والسنان وَمَا من وَاحِد مِنْهُم الا وَهُوَ مكفى من جِهَته برسم وادرار ومخصوص بانعام وايثار والمستحق لَهُم ايضا على بَيت المَال قدر الْكِفَايَة وَهُوَ مبذول لكل من يتشبه بَاهل الْعلم فضلا عَمَّن يتلحى بتحقيقه الْجِهَة الثَّالِثَة محاويج الْخلق الَّذين قصرت بهم ضَرُورَة الْحَال وطوارق الزَّمَان عَن اكْتِسَاب قدر الْكِفَايَة وَلَيْسَ ينتهى اليه الْخَبَر فِي حَاجَة الا سدها

<<  <   >  >>