ودرك الثأر الاب الِاسْتِظْهَار بهؤلاء الاغبياء الأغمار فتتوفر دواعيه على قبُول مَا يرى الأمنية فِيهِ
الصِّنْف الرَّابِع طَائِفَة جبلوا على حب التميز عَن الْعَامَّة والتخصص عَنْهُم ترفعا عَن مشابهتهم وتشرفا بالتحيز الى فِئَة خَاصَّة تزْعم انها مطلعة على الْحَقَائِق وان كَافَّة الْخلق فِي جهالتهم كالحمر المستنفرة والبهائم المسيبة وَهَذَا هُوَ الدَّاء العضال المستولي على الأذكياء فضلا عَن الْجُهَّال الاغبياء وكل ذَلِك حب للنادر الْغَرِيب ونفرة عَن الشَّائِع المستفيض وَهَذِه سجية لبَعض الْخلق على مَا شهِدت بِهِ التجربة وتدل عَلَيْهِ الْمُشَاهدَة
الصِّنْف الْخَامِس طَائِفَة سلكوا طرق النّظر وَلم يستكملوا فِيهِ رُتْبَة الِاسْتِقْلَال وان كَانُوا قد ترقوا عَن رُتْبَة الْجُهَّال فهم أبدا متشوقون الى التكاسل والتغافل وَإِظْهَار التفطن لدرك امور تتخيل العامه بعْدهَا وينفرون عَنْهَا لَا سِيمَا إِذا نسب الشئ الى مَشْهُور بِالْفَضْلِ فيغلب على الطَّبْع التشوق الى التَّشَبُّه بِهِ فكم من طوائف رَأَيْتهمْ اعتقدوا مَحْض الْكفْر تقليدا لافلاطن وأرسططاليس وَجَمَاعَة من الْحُكَمَاء قد اشتهروا بِالْفَضْلِ وداعيهم الى ذَلِك التَّقْلِيد وَحب التَّشَبُّه بالحكماء والتحيز الى غمارهم والتحيز عَمَّن يعْتَقد انه فِي الذكاء وَالْفضل دونهم فَهَؤُلَاءِ يستجرون الى هَذِه الْبِدْعَة بإضافتها الى من يحسن اعْتِقَاد المستجيب فِيهِ فيبادر الى قبُوله تشفعا بالتشبه بِالَّذِي ذكر انه من منتحليه