أَيْضا على جَوَازه بل يتَوَقَّف عَن الحكم فِيهِ وَيجوز ان يكون ثمَّ محيل لَا يطلع عَلَيْهِ اَوْ مجوز لَا يطلع عَلَيْهِ فَهَذَا أقرب من الأول وَيلْزم بِحكمِهِ تَصْدِيق النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا أخبر عَنهُ فانه أخبر عَمَّا لَا يَسْتَحِيل فِي الْعقل وجوده وعَلى الْجُمْلَة فقد اشْتَمَل على أطوار الْخلق ودرجاته قَوْله تَعَالَى {وَلَقَد خلقنَا الْإِنْسَان من سلالة من طين} الى قَوْله {تبعثون} فأطبق الْخلق على التَّصْدِيق بجملة الْمُقدمَات إِلَّا الْبَعْث لانهم شاهدوا جَمِيع ذَلِك سوى الْبَعْث وَلَو لم يشاهدوا قطّ موتا لانكروا إِمْكَان الْمَوْت وَلَو لم يشاهدوا خلق آدَمِيّ من نُطْفَة لانكروا إِمْكَانه فالبعث مَعَ مَا قبله فِي ميزَان الْعقل على وتيرة وَاحِدَة فلنصدق الْأَنْبِيَاء فِيمَا جَاءُوا بِهِ فَإِنَّهُ لَا يمْتَنع وَهَذَا كُله كَلَام مَعَ فلاسفة النظار اما الباطنية المنكرون للنَّظَر فَلَا يُمكنهُم التَّمَسُّك بِالنّظرِ نعم لَو قَالَ الباطني أَخْبرنِي الإِمَام الْمَعْصُوم ان الْبَعْث مُسْتَحِيل فصدقته قيل لَهُ وَمَا الَّذِي دعَاك الى تَصْدِيق الإِمَام الْمَعْصُوم بزعمك وَلَا معْجزَة لَهُ وصرفك عَن تَصْدِيق مُحَمَّد بن عبد الله مَعَ المعجزات
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute