للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الْمَعْصُوم قَطْعِيا وَلم يفْتَقر الى دَلِيل ومعجزة وَيكون مِثَاله مَا إِذا علم ان فِي بَيت فِي الدَّار رجلا هُوَ عَالم ثمَّ رَأينَا فِي بَيت رجلا فَإِن كَانَ فِي الدَّار بَيت اخر بَقِي لنا شكّ فِي الَّذِي رَأَيْنَاهُ انه ذَلِك الْعَالم اَوْ غَيره فإذاعرفنا أَنه لَا بَيت فِي الدَّار سوى هَذَا الْبَيْت علمنَا ضَرُورَة انه الْعَالم فَكَذَلِك القَوْل فِي الامام الْمَعْصُوم فَهَذِهِ مُقَدّمَة سابعة وَقد علم قطعا انه لَا اُحْدُ فِي عَالم الله يَدعِي انه الامام الْحق والعارف بأسرار الله فِي جَمِيع المشكلات النَّائِب عَن رَسُول الله فِي جَمِيع المعقولات والمشروعات الْعَالم بالتنزيل والتأويل علما قَطْعِيا لَا ظنيا الا المتصدي لِلْأَمْرِ بِمصْر فَهَذِهِ مُقَدّمَة ثامنة

فَإِذا هُوَ الإِمَام الْمَعْصُوم الَّذِي يجب على كَافَّة الْخلق تعلم حقائق الْحق وتعرف مَعَاني الشَّرْع مِنْهُ وَهِي النتيجة الَّتِي كُنَّا نطلبها

وَعند هَذَا يَقُولُونَ إِن من لطف الله وصنعه مَعَ الْخلق أَلا يتْرك احدا فِي الْخلق يَدعِي الْعِصْمَة سوى الإِمَام الْحق إِذْ لَو ظهر مُدع آخر لعسر تَمْيِيز المحق عَن الْمُبْطل وضل الْخلق فِيهِ فَمن هَذَا لَا نرى قطّ لإِمَام خصما بل نرى لَهُ مُنْكرا كَمَا أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يكن لَهُ خصم قطّ والخصم هُوَ الَّذِي يَقُول لست أَنْت نَبيا وَإِنَّمَا أَنا النَّبِي وَالْمُنكر هُوَ الَّذِي لَا يَدعِي لنَفسِهِ وانما يُنكر نبوته فَهَكَذَا يكون امْر الإِمَام قَالُوا واما بَنو الْعَبَّاس وان لم يَنْفَكّ الزَّمَان عَن معارضتهم فَلم يكن فيهم من يَدعِي لنَفسِهِ الْعِصْمَة والاطلاع من جِهَة الله تَعَالَى على حقائق الْأُمُور وأسرار الشَّرْع والاستغناء عَن النّظر وَالِاجْتِهَاد بِالظَّنِّ فَهَذِهِ الخاصية هِيَ الْمَطْلُوبَة وَقد تفرد بِهَذِهِ الدَّعْوَى عترة رَسُول

<<  <   >  >>