وَأما التقسيمية فهوأنا نقُول إذاثبت ان لحوادث الْعَالم سببافالسبب الْمَفْرُوض اما حَادث واما قديم فان بَطل كَونه حَادِثا ثَبت كَونه قَدِيما ثمَّ نبطل كَونه حَادِثا بِمثل هَذِه المقاييس فَيثبت بالاخرة ان لوُجُود الْعَالم سَببا قَدِيما فَهَذَا هُوَ النّظر الْمَقُول بِهِ فان كُنْتُم متشككين فِي صِحَّته فَبِمَ تنكرون من يمْتَنع من قبُول مقدماتكم الَّتِي نظمتموها وَيَقُول انا متشكك فِي صِحَّتهَا فان نسبتموه الى انكار الضَّرُورَة نسبناكم الى مثله فِيمَا ادعينا مَعْرفَته بِالنّظرِ وَلَا فرق
هَذَا هُوَ الْمنْهَج الْجملِي فِي الرَّد عيهم إِذا أبطلوا نظر الْعُقُول وَهُوَ الْجَزْم الْوَاجِب فِي افحامهم فَلَا يَنْبَغِي ان نَخُوض مَعَهم فِي التَّفْصِيل بل نقتصر على ان نقُول لَهُم كل مَا عرفتموه من مذهبكم من صدق الامام وعصمته وَبطلَان الرَّأْي وَوُجُوب التَّعْلِيم بِمَاذَا عرفتموه وَدَعوى الضَّرُورَة غير مُمكنَة فَيبقى النّظر وَالسَّمَاع وَصدق السّمع أَيْضا لَا يعرف ضَرُورَة فَيبقى النّظر وَهَذَا لَا مخرج عَنهُ فان قَالَ قَائِل لَا يظنّ بعاقل يَدعِي مذهبا لَيْسَ ضَرُورِيًّا ثمَّ يُنكر النّظر فلعلهم يعترفون بِالنّظرِ إِلَّا انهم يَقُولُونَ تعلم طَرِيق النّظر وَاجِب فان الانسان لَا يسستقل بِنَفسِهِ فِي النظريات
فان انكرتم ذَلِك فقد انكرتم الْعُقُول بديهة إِذْ لم يترشح المدرسون والمعلمون الا للتعليم فَلم تصدوا مَعَ الِاسْتِغْنَاء عَنْهُم وان اعترفتم بذلك فقد اعترفتم بِوُجُوب الْمعلم وان الْعُقُول لَيْسَ فِي مجردها غنية فَبَقيَ انكم جوزتم التَّعَلُّم من كل اُحْدُ وهم اوجبوا التَّعَلُّم من مَعْصُوم لَان مَذَاهِب المعلمين مُخْتَلفَة ومتعارضه وَلَا تَرْجِيح للْبَعْض على الْبَعْض