السوفسطائية ونعلم ضَرُورَة صدق هَذِه الْمُقدمَة قيل لَهُم فَبِمَ تنكرون على اهل النّظر إِذا ادعو ذَلِك فِي مَذْهَبهم وَفِي تفريقهم بَين مَا غالطوا فِيهِ وَبَين مالم يغالطوا فِيهِ وفرقهم بَين انفسهم ومخالفيهم فَإِن زَعَمُوا ان ذَلِك يفْتَقر فِيهِ الى تَأمل وَمَا نَحن فِيهِ بديهي فَنَقُول والحسابيات يحْتَاج فِيهَا الى أدق تَأمل فَإِن غلط فِي مسئلة عرفتموها من الْحساب رجل قصر نظره أَو ضعف ذكاؤه فَهَل يشكككم ذَلِك فِي أَن الْعُلُوم الحسابية صَادِقَة فَإِن قُلْتُمْ لَا قيل فَهَكَذَا حَال النظار الْمُحَقِّقين إِذا خالفهم المخالفون وَهَذَا يَنْبَغِي ان يكون عَلَيْهِم فِي كل مقَام لَان تبجحهم الاكثر باخْتلَاف النظار وان ذَلِك يَنْبَغِي ان يسْقط الامان وخلافنا لَهُم لم يسْقط امانهم عَن مقدماتهم الَّتِي نظموها ثمَّ طمعوا مَعَ ذَلِك ان يسْقط اماننا عَن النظريات بِخِلَاف الْمُخَالف فِيهَا وَهَذَا من الطمع الْبَارِد وَالظَّن الركيك الَّذِي لَا ينخدع بِمثلِهِ عَاقل
أما الْمُقدمَة الثَّانِيَة وَهِي قَوْلهم إِذا ثَبت فِي كل وَاقعَة حق وباطل فلابد من معرفَة الْحق فِيهِ فَهَذِهِ مُقَدّمَة كَاذِبَة إِذْ تسلموها جملَة وفيهَا تَفْصِيل وَهَذِه عَادَتهم فِي التلبيس فَلَا يغفلن عَنْهَا المحصل فَنَقُول قَول الْقَائِل الْحق لَا بُد من مَعْرفَته كَقَوْل الْقَائِل المسئلة لَا بُد من مَعْرفَتهَا اَوْ الْمسَائِل لَا بُد من مَعْرفَتهَا فَيُقَال هَذَا خطأ بل المسئلة اسْم جنس يتَنَاوَل مَا لَا بُد من مَعْرفَته وَمَا عَن مَعْرفَته بُد فلابد من تَفْصِيل وَكَذَلِكَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute