للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وَهُوَ عين الْحق الَّذِي يخلقه العَبْد فِي قلبه بنظره الفكري أَو بتقليده وَهُوَ الْإِلَه المعتقد

ويتنوع بِحَسب مَا قَامَ بذلك الْمحل من الإعتقاد كَمَا قَالَ الْجُنَيْد رَحمَه الله حِين سُئِلَ عَن الْمعرفَة بِاللَّه والعارف فَقَالَ لون المَاء لون إنائه

وَهُوَ جَوَاب سَاد أخبر عَن الْأَمر بِمَا هُوَ عَلَيْهِ

أَقُول قَالَ شَارِحه القيصري أَي تتنوع صور إِلَه الاعتقادات بِحَسب الاستعدادات الْقَائِمَة بمحالها وأعيانها فَإِن الْحق الْمُطلق لَا تعين لَهُ وَلَا تقيد أصلا

بل لَا اسْم لَهُ وَلَا نعت وَلَا صفة من هَذِه الْحَيْثِيَّة

وكل مَا ينْسب ويضاف إِلَيْهِ فَهُوَ عينه

وَعند التجلي يتجلى بِحَسب استعداد المتجلى لَهُ على صُورَة عقيدته إِلَى آخر

مَا ذكر

فَانْظُر إِلَى هَذَا الْإِلْحَاد الْمُؤَدِّي إِلَى التعطيل

فَيُقَال لهَؤُلَاء الْمَلَاحِدَة إِذا لم يكن لَهُ صفة فَكيف يتجلى فِي الْمظهر والتجلي يَقْتَضِي قدرَة وَإِرَادَة وعلما وَانْظُر إِلَى تحريفهم كَلَام السادات كَمَا يحرفُونَ كَلَام الله تَعَالَى وَرَسُوله عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام وَقد فسر الْقشيرِي رَحمَه الله تَعَالَى عَلَيْهِ كَلَام الْجُنَيْد رَحمَه الله بِأَن الْعَارِف بِحكم وقته أَي هُوَ بِمَا يصادفه من تصريف

<<  <   >  >>