رَمَضَان سنة ٣٨٦ وعمره إِحْدَى عشرَة سنة وَسِتَّة أشهر فَلم يزل خَليفَة إِلَى شَوَّال سنة ٤١١ فَخرج لَيْلَة الِاثْنَيْنِ السَّابِع وَالْعِشْرين من شَوَّال فَطَافَ لَيْلَة كلهَا على رسمه فَقيل إِنَّه كَانَ يَخْلُو بِنَفسِهِ فِي الْجَبَل المقطم لاستنزال الروحانية وزحل وَكَانَ صَاحب نُجُوم ورصد لَهُ الزنطجا الحاكمي الْمَعْرُوف
وحَدثني الشَّيْخ الْفَقِيه الشَّيْخ المعمر أَبُو الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد بن عُثْمَان التَّمِيمِي القلعي رَحمَه الله تَعَالَى أَنه رأى بِمصْر الْآلَة الَّتِي رصد بهَا مَرْفُوعَة على برجين اثْنَيْنِ بنيا لَهَا آلَة من نُحَاس على هَيْئَة الإسطرلاب قَالَ فقست بشبري فِي أحد بيُوت البروج الأثنى عشر وَهُوَ برج الْحُوت ثَلَاثَة أشبار
فَطَافَ الْحَاكِم ليلته كلهَا ثمَّ أصبح عِنْد قبر الفقاعي ثمَّ توجه إِلَى شَرْقي حلوان وَمَعَهُ ركيبان فَأَعَادَ إِحْدَاهمَا مَعَ تِسْعَة من الْعَرَب السويديين إِلَى بَيت المَال لأخذ جَائِزَة أَمْوَالهم فضال ثمَّ أعَاد الراكبي الآخر فَذكر هَذَا الراكبي أَنه خَلفه عِنْد الْقَبْر والمقصبة وبقى النَّاس على رسلهم يخرجُون فِي كل يَوْم يَلْتَمِسُونَ رُجُوعه وَيخرجُونَ مَعَهم فرسا مسروجا مُلجمًا مبرقعا من مراكبه ينتظرونه وَلم يزل هَذَا رسمهم إِلَى آخر أَيَّام بني عبيد وَكَانُوا يسمون هَذَا