وَصَارَت القيروان فِي يَده وَبعث إِلَى أَسد بن الْفُرَات ليخرج مَعَه فَأبى أَسد وتمارض فَبعث إِلَيْهِ إِمَّا أَن تخرج وَإِلَّا بعثت من يجر برجلك فَقَالَ أَسد وَالله لَئِن أخرجتني لأنادين فِي النَّاس الْقَاتِل والمقتول فِي النَّار فَتَركه عِنْد ذَلِك
وَخَنْدَق إِبْرَاهِيم حول مدينته ودامت الْحَرْب بَينهمَا سنة ثمَّ ضعف عمرَان فهرب إِلَى نَاحيَة الزاب وَسَأَلَ الْأمان هُوَ وَعَمْرو بن مُعَاوِيَة وعامر ابْن المعمر من إِبْرَاهِيم فأجابهم إِلَى ذَلِك
وَبَقِي عمرَان بالزاب إِلَى وَفَاة إِبْرَاهِيم ومصير الْأَمر إِلَى ابْنه أبي الْعَبَّاس عبد الله فَكتب إِلَيْهِ عمرَان يسْأَله تَجْدِيد الْأمان فَأَمنهُ وَأَسْكَنَهُ الْقصر مَعَه وَكَانَ يَغْدُو عَلَيْهِ وَيروح إِلَى أَن سعى بِهِ وَقيل لعبد الله هَذَا ثار على أَبِيك وحاله حَاله فَبعث إِلَيْهِ فِي الظهيرة فَلم يشك فِي الشَّرّ وَكَانَ عبد الله قد قَالَ لمولى لَهُ إِذا ورد على وَهُوَ مشتغل بِالنّظرِ فَلَا يشْعر إِلَّا وَقد رميت بِرَأْسِهِ فَكَانَ ذَلِك على مَا حَده وَكَانَ يحيى بن سَلام الْفَقِيه صَاحب التَّفْسِير قد سفر بَينهمَا فِي الْأمان على مَاله وَنَفسه وَولده فَلَمَّا قَتله وجد لذَلِك وَقَالَ لَا أسكن بَلَدا أَخْفَر فِيهِ الْعَهْد على يَدي فَخرج إِلَى مصر ثمَّ مضى إِلَى مَكَّة فحج وَرجع فَلم يلبث إِلَّا يَسِيرا حَتَّى أعتل وَمَات وَدفن بِمصْر سنة مِائَتَيْنِ وَمن شعر عمرَان فِي حَرْب إِبْرَاهِيم بن الْأَغْلَب مَعَ تَمام بن تَمِيم وَقد برز من الصَّفّ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute