على زِيَادَة الله وَحصر فِي قصره وَلم يبْق فِي يَده إِلَّا السَّاحِل وَقَابِس إِلَى أَن قتل مَنْصُور وأستأنس إِلَى زِيَادَة الله وصفت لَهُ إفريقية وأستقامت بعد حروب طَوِيلَة وخطوب جليلة
وَمن شعر عَمْرو بن مُعَاوِيَة مَا حكى أَن بعض أَصْحَاب تَمام بن تَمِيم يَوْم التقى هُوَ وَإِبْرَاهِيم بن الْأَغْلَب عِنْد خُرُوج تَمام على ابْن العكى برز من الصَّفّ وَهُوَ يَقُول
(الْيَوْم نسقيكم سوى المدام ... بالبيض يهوى حَدهَا بالهام)
(حَتَّى تخلوا الغرب للتمام ... )
وبرز إِلَيْهِ عَمْرو وَهُوَ يَقُول
(من مبلغ قولي إِلَى التَّمام ... حلفا بِرَبّ الْحل وَالْحرَام)
(إِنَّك مَحْمُول على الصمصام ... وَقد تلاقت حلق الحزام)
ثمَّ شدّ عَلَيْهِ فأرداه عَن فرسه
٤٠ - بهْلُول بن عبد الْوَاحِد المدغري
كَانَ رَئِيسا فِي قومه وَهُوَ قَامَ بِأَمْر إِدْرِيس بن إِدْرِيس الْحسنى صَاحب الْمغرب ثمَّ تغير عَلَيْهِ وفارقه وَرجع إِلَى إِبْرَاهِيم بن الْأَغْلَب عِنْد ظُهُوره على إفريقية وَذَلِكَ بتلطف إِبْرَاهِيم فِي إِفْسَاد مَا بَينه وَبَين إِدْرِيس فجرت بَينهمَا مكاتبات كَانَ فِي بَعْضهَا مِمَّا كتبه البهلول إِلَى إِبْرَاهِيم