ولى جده جودي بن أَسْبَاط الشرطة للأمير الحكم الربضى وَولى أَيْضا قَضَاء بَلَده إلبيرة وَقع ذكر ذَلِك فِي الْمقنع من تأليف ابْن بطال فِي الْأَحْكَام وَلما قتل سوار بن حمدون ذلت الْعَرَب بمقتله وكل حَدهَا بِمَا نزل فِيهِ وَكَانَ قد أُصِيب على يَدي بعض أَصْحَاب ابْن حفصون فَيُقَال إِن جثته مزقها ثكالى نسَاء المولدين قطعا وَأكله كثير مِنْهُنَّ حنقاً عَلَيْهِ لما نالهن بِهِ الْمرة بعد الْمرة من الثكل فِي بعولتهن وأهليهن فَنصبت الْعَرَب لإمارتها بعده سعيد بن سُلَيْمَان بن جودي صَاحبه وعلقت آمالها بِهِ فَلم يسد مَكَانَهُ وَلَا بلغ مداه فِي السياسة على أَنه كَانَ شجاعاً بطلا وفارساً محرباً قد تصرف مَعَ فروسيته فِي فنون الْعلم وَتحقّق بضروب الْأَدَب فاغتدى أديبا تحريرا وشاعراً محسناً تعد لَهُ عشر خِصَال تفرد بهَا فِي زَمَانه لَا يدْفع عَنْهَا الْجُود والشجاعة والفروسية وَالْجمال وَالشعر والخطابة والشدة والطعن وَالضَّرْب والرماية وهابه ابْن حفصون هَيْبَة لم يَهَبهَا أحدا مِمَّن مارسه إِذا لم يلقه قطّ إِلَّا علاهُ وهزمه
وَلَقَد دَعَاهُ فِي بعض أيمامهم إِلَى المبارزة فَلم يجبهُ ابْن حفصون إِلَيْهَا وحاد عَنهُ وواجهه يَوْمًا فَألْقى عَلَيْهِ ذراعه وأجتذبه إِلَى الأَرْض فَمَا نجاه مِنْهُ إِلَّا أَصْحَابه
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute