للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(كأنني وَاسْمهَا والدمع منسكب ... من مقلتي رَاهِب صلى إِلَى وثن)

وَله فِي جَارِيَة حملت إِلَيْهِ من قرطبة فَلَمَّا خلا بهَا أَعرَضت عَنهُ ورمت بطرفها إِلَى الأَرْض خجلا فَقَالَ

(أمائلة الألحاظ عني إِلَى الأَرْض ... أَهَذا الَّذِي تبدين وَيحك من بغضي)

(فَإِن كَانَ بغضاً لست وَالله أَهله ... ووجهي بِذَاكَ اللحظ أولى من الأَرْض)

وَله أَيْضا يهزل ويتغزل

(لَا شَيْء أَمْلَح من سَاق على عنق ... وَمن مناقلة كأساً على طبق)

(وَمن مُوَاصلَة من بعد معتبة ... وَمن مراسلة الأحباب بالحدق)

(جريت جرى جموح فِي الصِّبَا طلقاً ... وَمَا خرجت لصرف الدَّهْر عَن طَلِّقِي)

(وَلَا انثنيت لداعي الْمَوْت يَوْم وغى ... كَمَا انثنيت وحبل الْحبّ فِي عنقِي)

ومقاصده فِي غزله المشوب بشجاعته تشبه مَقَاصِد أَبى دلف الْقَاسِم بن عِيسَى الْعجلِيّ وَكَانَت لَهُ أَيْضا رئاسة وثورة

ولسعيد أَيْضا فِي جَارِيَة جميلَة عرضت لَهُ صباحاً فِي غلالة حَمْرَاء وَهُوَ خَارج إِلَى مَجْلِسه لتأْخذ عَلَيْهِ الطَّرِيق وَهِي تتثنى فِي حركتها فَقَالَ

(قضيب من الريحان فِي ورق حمر ... )

ثمَّ أعيته الْإِجَازَة طول نَهَاره وَقد شغل بهَا فكره حَتَّى دخل عَلَيْهِ حَاجِبه فَاسْتَأْذن لعبيديس الشَّاعِر الْكَاتِب وَكَانَ ينتابه هُوَ وَغَيره فساعة دخل عَلَيْهِ ناداه سعيد

(قضيب من الريحان فِي ورق حمر ... )

<<  <  ج: ص:  >  >>