وَكَانَ صَاحب الزنج يدعى الانتماء إِلَى بَيت على رَضِي الله عَنهُ ومنحاه نحا العبيديون بعده وينال من بنى الْعَبَّاس نيل هَؤُلَاءِ مِنْهُم وَفِي ذَلِك يَقُول
(لهف نَفسِي على قُصُور بِبَغْدَاد ... وَمَا قد حوته من كل عَاص)
(وخمور هُنَاكَ تشرب جَهرا ... وَرِجَال على الْمعاصِي حراص)
(لست لِابْنِ الفواطم الغر إِن لم ... أجل الْخَيل بَين تِلْكَ العراص)
وقرأت فِي كتاب أبي الْحسن على بن بَحر بن أبي السرُور الروحي الإسكندري أَن الْمهْدي عبيد الله سير ولى عَهده أَبَا الْقَاسِم ابْنه إِلَى مصر دفعتين الأولى فِي سنة إِحْدَى وثلاثمائة قَالَ وَعَاد فِي سنة اثْنَتَيْنِ وثلاثمائة وَالثَّانيَِة سنة سِتّ وثلاثمائة وَحكى انه ملك الْإسْكَنْدَريَّة فيهمَا
وَقَالَ غَيره فِي أَيَّام عبيد الله بَطل الْحَج وَأخذ الْحجر الْأسود أَخذه القرامطة وَأقَام عِنْدهم اثْنَتَيْنِ وَعشْرين سنة إِلَّا شهرا وَقتل المقتدر بِبَغْدَاد وَأظْهر عبيد الله عِنْدَمَا بلغه الْخَبَر أَن دعاته قَتَلُوهُ بأَمْره وَجلسَ لذَلِك مَجْلِسا
وَحكى الصولى أَن الَّذِي قَتله رجل من أهل الْمغرب بربرى يُقَال لَهُ عليون الصنهاجي رَمَاه بِحَرْبَة وَهُوَ على فرسه يصلح بَين الْجند فِي ظَهره فَخرجت من صَدره وَوَقع مَيتا
وَكَانَ الْقَائِم فِي حَيَاة عبيد الله الْقَائِم بالأمور والدولة فَلَمَّا أفضت