للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

١٠٩ - خَلِيل بن إِسْحَاق بن ورد أَبُو الْعَبَّاس

مولده بطرابلس وَهُوَ من أَبنَاء جندها وَكَانَ فِي أول أمره يطْلب الْعلم وَالْأَدب ويصحب الصُّوفِيَّة ويبيت فِي الْمَسَاجِد إِلَى أَن خَالف أهل طرابلس بَلَده سنة تسع وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ فَكَانَ هُوَ الْمُتَوَلِي لعذابهم وَأخذ أَمْوَالهم وَذَلِكَ فِي أول دولة عبيد الله الْمهْدي وَاتبع الْقَائِم أَبَا الْقَاسِم مُحَمَّد بن عبيد الله الْمهْدي فِي مسيره إِلَى محاربة أهل مصر وَهُوَ إِذْ ذَاك ولى عهد فَلحقه بالإسكندرية وَكَانَ المتولى لجباية الْأَمْوَال وَالنَّظَر فِيهَا وَانْصَرف إِلَى المهدية فَقدم على خيل إفريقية وَكَانَ أَمر جندها إِلَيْهِ مَعَ النّظر فِي الْبَحْر

وَخرج إِلَى صقلية والياً على أَهلهَا فأهلكهم جوعا وقتلا وهرب كثير مِنْهُم إِلَى بلد الرّوم وَكَانَ يَقُول بعد وُصُوله إِلَى إفريقية مفتخراً المكثر يَقُول إِنِّي قتلت وأهلكت ألف ألف والمقلل يَقُول سِتّمائَة ألف وَكَانَ خُرُوجه إِلَيْهَا فِي أول دولة الْقَائِم سنة خمس وَعشْرين وثلاثمائة

وَقد كَانَ الْمهْدي عبيد الله سخط عَلَيْهِ فِي آخر دولته فخاف وَلما توفّي أَمنه الْقَائِم وَاسْتَعْملهُ فجار أَشد الْجور ونعوذ بِاللَّه من الْحور بعد الكور

(ثمَّ إِن الْقَائِم صرفه عَن صقلية واستقدمه مِنْهَا وَقدمه لِحَرْب أَبى يزِيد الْخَارِجِي وَأخرجه إِلَى مَدِينَة القيروان فِي ألف فَارس من وُجُوه العبيد فأساء معاملتهم حَتَّى أضغنهم ودبروا عَلَيْهِ وقصده أَبُو زيد فَدخل القيروان وحصره بداره إِلَى أَن أَخذه وَأَصْحَابه فاعتقلهم ثمَّ قَتلهمْ جَمِيعًا بِبَاب أَبى الرّبيع وَأمر بهم فصلبوا

<<  <  ج: ص:  >  >>