للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وَسبعين فِي شهر رَمَضَان هَارِبا بِنَفسِهِ من أبي جَعْفَر فَنزل موضعا يُقَال لَهُ وليلى بوادي الزَّيْتُون فأجتمعت إِلَيْهِ قبائل من البربر فقدموه على أنفسهم وبنوا مَدِينَة فاس وَكَانَت أجمة شعراء وَلما احتفرت أساساتها ألفى فِي بَعْضهَا فأس فسميت بِمَدِينَة فاس وسكنها البربر فَلم تطل أَيَّامه وَهلك سنة أَربع وَسبعين وَمِائَة وَترك جَارِيَة حَامِلا مِنْهُ فَولدت بعده ابْنا سمى بِإِدْرِيس ابْن إِدْرِيس ملك بعد أَبِيه مَدِينَة فاس وطالت مدَّته وَتُوفِّي فِي شهر ربيع الأول سنة ثَلَاث عشرَة وَمِائَتَيْنِ ومولده فِي شهر ربيع الآخر سنه خمس وَسبعين

كَذَا قَالَ الرَّازِيّ وَقد تقدم التَّنْبِيه على غلط الْقَائِل بِدُخُول إِدْرِيس الْمغرب فِي خلَافَة أبي جَعْفَر الْمَنْصُور

وَمن شعر إِدْرِيس بن إِدْرِيس يُخَاطب البهلول بن عبد الْوَاحِد المدغرى ذَاهِبًا إِلَى مُرَاجعَة طَاعَته ومحذراً مكر إِبْرَاهِيم بن الْأَغْلَب وَهُوَ الَّذِي كَانَ أفْسدهُ عَلَيْهِ حَتَّى قَاتله البهلول

(كَأَنَّك لم تسمع بمكر ابْن أغلب ... وَمَا قد رمى بالكيد كل بِلَاد)

(وَمن دون مَا منتك نَفسك خَالِيا ... ومناك إِبْرَاهِيم خرط قتاد)

وَكتب إِلَى إِبْرَاهِيم بن الْأَغْلَب يَدعُوهُ إِلَى طَاعَته أَو الْكَفّ عَن ناحيته ويذكره قرَابَته من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَفِي أَسْفَل كِتَابه

(أذكر إِبْرَاهِيم حق مُحَمَّد ... وعترته وَالْحق خير مقول)

(وأدعوه لِلْأَمْرِ الَّذِي فِيهِ رشده ... وَمَا هُوَ لَوْلَا رَأْيه بجهول)

(فَإِن آثر الدُّنْيَا فَإِن أَمَامه ... زلازل يَوْم للعقاب طَوِيل)

وَله يتشوق أهل بَيته

(لَو مَال صبري بصبر النَّاس كلهم ... لضل فِي روعتي أَو ضل فِي جزعي)

<<  <  ج: ص:  >  >>