من بأسها وَهِي رابضة وَبِيَدِهِ حدائد طوال فِي نِهَايَة الإرهاف معدة لَهَا فَإِذا أحسّت بِهِ وَثَبت على الكرة فألقم أفواهها تِلْكَ الحدائد ودحرج الكرة فتباعدت عَنهُ تمجّ الدَّم وَأَحْيَانا يُجهز بهَا عَلَيْهَا إِذا لم يَأْمَن عاديتها وَقد حفر بمجالها الرحب لآخرين مهاو تسع جثثهم وَلها أَبْوَاب صغَار يطبقونها عَلَيْهِم فَإِذا ربضت على بعد صِيحَ بأحدهم فَفتح بَاب تِلْكَ الهوة وهجهج بهَا وَرُبمَا ألمع لَهَا بِمَا يكون فِي يَده فَمَا هُوَ إِلَّا أَن ترَاهُ فيكاد وثوبها إِلَيْهِ يعجله عَن إطباق الْبَاب عَلَيْهِ ثمَّ تَنْصَرِف عَنهُ يائسة مِنْهُ وَقد اشْتَدَّ حنقها وَعظم زئيرها فيعاين من ذَلِك آنق منظر وأبدع مرأى
(ومقتحم غَمَرَات الرّدى ... إِذا مَا ادّعى الباس لم يكذب)
(يلاعبها حَيْثُ جد الْحمام ... فتفرغ مِنْهُ إِلَى مهرب)
(يكرّ عَلَيْهَا وَلَا جنّة ... سوى كرة سهلة المجذب)
(يدحرجها مَاشِيا ثنيها ... على حذر مشْيَة الأنكب)
(عجبت لَهَا أحجمت رهبة ... وأقدم بَأْسا وَلم يرهب)
(وقته الأواقي على أنّه ... تسنّمها صعبة الْمركب)
(وثاو بمطبقة فَوْقه ... مَتى تطف هامته ترسب)
(يهجهج بالليث كَمَا يهيج ... ويأوي إِلَى الْكَهْف كالثعلب)
(كَذَلِك حَتَّى هوت نَحْوهَا ... عِقَاب الْمنية من مرقب)
(وعاجت عَلَيْهَا قواسي القسيّ ... فعبّت من الْحِين فِي مشرب)
(وشالت هُنَاكَ بأذنابها ... لياذاً من الْعقر كالعقرب)
(فيا لقساور قد صيّرت ... فرائس للأسهم الصيب)
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute