(عثاكلها مثل الشذور تذلّلت ... بسالفة الغيداء أَو كالقراطق)
(فللنضر مِنْهَا حسن لون لناظر ... وللزّهو مِنْهَا طيب طعم لذائق)
(كَأَن بِمَا تبدي وتضمر أنسبت ... شمائلها من مُؤمن ومنافق)
(لَهَا جسم أوّاه شحوباً وَمن نوى ... فؤاد حكى من قسوة قلب فَاسق)
(وَمَا ضرّها إِذْ قد أَبَاحَتْ لطاعم ... حلاوتها أَلا تفوح لناشق)
وَمِنْهَا
(فصفحاً عَن الْمهْدي ومهدي ورقعة ... أتتك بعجز لَا بإعجاز خارق)
(وَيَرْمِي إِذا يَرْمِي القوافي بصائب ... من الْفِكر لم يصحب بفوق مُوَافق)
(وَقد كَانَ يصمي حِين يَرْمِي كَأَنَّمَا ... لَهُ خاطر أفكاره من جلاهق)
(سري دهره فِي نشره فتفرقت ... شبيبته إِذْ لَاحَ شيب المفارق)
فراجعته بِأَبْيَات مِنْهَا
(أمولاي حق العَبْد تَقْرِير عذره ... إِذا هُوَ لم يلق الْحُقُوق بلائق)
(منائح أسدتها مناح كَرِيمَة ... تفوّف للأحداق مثل الحدائق)
(وتبريّة الأكمام شهديّة الجنى ... حلت وتحلّت زاكيات الْخَلَائق)
(لَهَا عجم فِي الْعَرَب ولّد منجباً ... وحسبك مِنْهَا بالسّوامي السّوامق) كأنّ بِأَعْلَاهَا إِذا احمرّ بشرها ... مشاعل تهدي فِي الدجى كلّ طَارق
(كَأَن بهَا الماذي يجمد تَارَة ... ويقطر من راقي المكانة رائق)
(كأنّ الَّذِي تهديه من تمرها اغتذى ... بريقة موموق ورقة وامق)