وَلما حَارب تَمامًا وَابْن العكى بالقيروان حمل على الميمنة وَهُوَ يَقُول
(أطعنهم وَلَا أرى لي كفوا ... حَتَّى أنال مَا أُرِيد عفوا)
(أَو أحسون كأس المنايا حسوا ... )
ثمَّ رَجَعَ إِلَى الميسرة بعد أَن كسر الميمنة وَهُوَ يَقُول
(قد علمت سعد وأبناه مُضر ... أَنِّي منعت عزها أَن يعتصر)
(وأنني فخارها لمن فَخر ... )
ففضها ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقلب فَشد عَلَيْهِ وَهُوَ يَقُول
(يَا قلب قد أَبْصرت صاحبيكا ... مَا لقيا مني فَخذ إليكا)
(ضربا يمور وقعه عليكا ... كَيفَ ترى دفعي بجانبيكا)
وَحمل أَصْحَابه فَكَانَت الْهَزِيمَة على تَمام
وَله حِين وَجه بِمن كَانَ يخَاف أَمرهم من وُجُوه الْجند إِلَى الرشيد
(مَا سَار كيدي إِلَى قوم وَإِن كَثُرُوا ... إِلَّا رمى شِعْبهمْ بالحزم فأنصدعا)
(وَلَا أَقُول إِذا مَا الْأَمر نازلني ... يَا ليته كَانَ مصروفاً وَقد وَقعا)
(حَتَّى أجليه قهرا بمعتزم ... كَمَا يجلى الدجى بدر إِذا طلعا)
(قوما قتلت وقوماً قد نفيتهم ... ساموا الْخلاف بِأَرْض الغرب والبدعا)
(كلا جزيتهم صدعاً بصدعهم ... وكل ذِي عمل يجزى بِمَا صنعا)