للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وحَدثني من أَثِق بِهِ عَن الشَّيْخ وجيه الدّين ابْن المنجا قدس الله روحه قَالَ كنت حَاضرا مَعَ الشَّيْخ حِينَئِذٍ فَجعل يَعْنِي الشَّيْخ يحدث السُّلْطَان بقول الله وَرَسُوله فِي الْعدْل وَغَيره وَيرْفَع صَوته على السُّلْطَان فِي اثناء حَدِيثه حَتَّى جثا على رُكْبَتَيْهِ وَجعل يقرب مِنْهُ فِي أثْنَاء حَدِيثه حَتَّى لقد قرب ان تلاصق ركبته ركبة السُّلْطَان وَالسُّلْطَان مَعَ ذَلِك مقبل عَلَيْهِ بكليته مصغ لما يَقُول شاخص اليه لَا يعرض عَنهُ وَأَن السُّلْطَان من شدَّة مَا أوقع الله مَا فِي قلبه من الْمحبَّة والهيبة سَأَلَ من يَخُصُّهُ من أهل حَضرته من هَذَا الشَّيْخ وَقَالَ مَا مَعْنَاهُ إِنِّي لم أر مثله وَلَا أثبت قلبا مِنْهُ وَلَا أوقع من حَدِيثه فِي قلبِي وَلَا رَأَيْتنِي أعظم انقيادا مني لَاحَدَّ مِنْهُ فَأخْبر بِحَالهِ وَمَا هُوَ عَلَيْهِ من الْعلم وَالْعَمَل فَقَالَ الشَّيْخ للترجمان قل لغازان انت تزْعم انك مُسلم ومعك قَاضِي وَإِمَام وَشَيخ ومأذنون على مَا بلغنَا فغزوتنا وَأَبُوك وَجدك كَانَا كَافِرين وَمَا عملا الَّذِي عملت عاهدا فوفيا وانت عَاهَدت فغدرت وَقلت فَمَا وفيت وَجَرت

<<  <   >  >>