حَتَّى ظهر شانه وتهدلت بفنون الْعلم أفنانه فَلَمَّا نبابه الوطن وضاق عَنهُ العطن ارْتَاحَ للسَّفر وأمل حُصُول الظفر وامتثل قَول الاول
(واذا نبا بك منزل فتحول ... )
فَدخل الْعَجم أَولا والهند ثَانِيًا وَرَاح لعنانة عَن أوطانه ثَانِيًا فاختطفته الْمنية فى بعض الْبِلَاد الْهِنْدِيَّة ثمَّ أنْشد لَهُ قَوْله فى صدر كتاب
(أَنَاخَ بسوحى جَيش هم وأبطال ... وأضحى قرين الْقلب من بعد ترحال)
(وَمَا فل ذَاك الْجَيْش غير صحيفَة ... تجل لعمرى عَن شَبيه وتمثال)
(أَتَت تسلب الالباب طرا كَأَنَّهَا ... ربيبة خدر ذَات سمط وخلخال)
(أَتَت من خَلِيل قربه غَايَة المنى ... ومنظره الاسنى غَدا جلّ آمالى)
(فَلَا زَالَ مَحْفُوظًا عَن الْحزن والاسى ... وَلَا زَالَ محفوفا بعز واجلال)
وَقَوله مضمنا
(وَلما أتتنى من جنابك نفحة ... تضوع من أنفاسها الْمسك والكد)
(وقفت فأتبعت الرَّسُول مسائلا ... وأنشدته بَيْتا هُوَ الْعلم الْفَرد)
(وحدثتنى يَا سعد عَنْهَا فزدتنى ... شجونا فزدنى من حَدِيثك يَا سعد)
وَالْبَيْت المضمن للْعَبَّاس بن الاحنف وَبعده
(هَواهَا هوى لم يعرف الْقلب غَيره ... فَلَيْسَ لَهُ قبل وَلَيْسَ لَهُ بعد)
قلت وَصَاحب الترخمة كَانَ تزوج بِأم السَّيِّد على صَاحب السلافة واستولدها وَلَده أَحْمد بن المنلا أحد أدباء مَكَّة الْآن وَهُوَ فى الاحياء كَامِل الادوات لطيف الذَّات فَهُوَ أَخُو السَّيِّد على بن مَعْصُوم لامه وَكَانَت وَفَاة المترجم فى الْمحرم سنة احدى وَخمسين وَألف
على بن مُحَمَّد بن ابراهيم بن أَحْمد بن ابراهيم الملقب عَلَاء الدّين بن نور الدّين بن القاضى برهَان الدّين البعلى الْمَعْرُوف بِابْن المرحل الامام الْفَقِيه المالكى الْمَذْهَب القاضى الْمُفْتى نزيل دمشق ينتهى نسبه الى صدر الدّين بن الْوَكِيل قَرَأَ بِبَلَدِهِ بعلبك على الشَّيْخ شهَاب الدّين الفصى وَغَيره ورحل الى مصر فى رَمَضَان سنة تسع وَأَرْبَعين وَتِسْعمِائَة وَأخذ عَن ابْن الصيرفى وَحج من مصر فى تِلْكَ السّنة وَعَاد اليها وَصَحب الشَّيْخ شرف الدّين البرهمتوشى الحنفى وَقَرَأَ فى الرسَالَة على الشَّيْخ الامام عبد الرَّحْمَن التاجورى المغربى وعَلى الشَّيْخ على الصعيدى والمختصر للشَّيْخ خَلِيل على الشَّيْخ نَاصِر الصعيدى مرَارًا وتفقه على الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن الاجهورى