وَولي نِيَابَة الحكم بِمَكَّة سنة أَربع وَأَرْبَعين وَأخذ الحَدِيث بِمَكَّة عَن مُحَمَّد بن عَلان الْبكْرِيّ الصديقي الشَّافِعِي وَكتب لَهُ إجَازَة مؤرخة بأواخر شهر رَمَضَان سنة أَربع وَأَرْبَعين ثمَّ عَاد إِلَى الْقُدس وانعكف بِمحل سكنه الْمدرسَة الفارسية بِطرف الْمَسْجِد الْأَقْصَى من الْجِهَة الشمالية يُفِيد السَّائِلين وَيقْرَأ الدُّرُوس بِالْمَدْرَسَةِ الفارسية كالهداية وَغَيرهَا من كتب الْفِقْه وأقرأ آخر أمره البُخَارِيّ فِي كل يَوْم بالصخرة الشَّرِيفَة بعد صَلَاة الْعَصْر نَحوا من سبع سِنِين وَكَانَت وَفَاته لَيْلَة الْأَرْبَعَاء بعد صَلَاة الْعشَاء حادي عشر شهر رَمَضَان سنة إِحْدَى وَسبعين وَألف وَدفن بتربة مأمن الله مُقَابلا لقبر الإِمَام الْكَمَال بن أبي شرِيف وَكَانَ لَهُ مشْهد حافل رَحمَه الله تَعَالَى
(حرف الظَّاء الْمُعْجَمَة)
طَاهِر الشَّافِعِي مفتي عانة والخرث من أَرض الْعرَاق كَانَ فَقِيها مشاركا فِي عدَّة فنون ورد دمشق وَحج مِنْهَا ثمَّ رَجَعَ إِلَى بِلَاده فَتوفي بهَا وَكَانَت وَفَاته فِي بضع عشرَة بعد الْألف
ظهير الدّين الْحلَبِي القَاضِي الأديب الشَّاعِر الْفَائِق قَالَ البديعي فِي وَصفه أديب فَضله ظهير وفاضل مورد أدبه نمير تردد مرَارًا إِلَى الرّوم ونثل كَائِن المنثور والمنظوم وَاجْتمعَ بِهِ الشهَاب الخفاجي وَهُوَ بالروم وَذكر أَنه أنْشدهُ قَوْله من قصيدة نبوية
(نسيم الصِّبَا من لعلع ونواحيه ... سرت فأزالت صَبرنَا من صياصيه)
(وَمن بارق شام المتيم بارقا ... بدا فتداعى شوقه من أقاصيه)
(وَمن ذكر أَيَّام العذيب تكدرت ... مشارب صب قل عَنهُ مناجيه)
(إِذا قفل الْحجَّاج زَاد ولوعه ... وَأرْسل دمعا قانيا من مآقيه)
(وَبِي من غَدا يختال فِيهَا بعجبه ... وطلعته سَكرَان من خمرة التيه)
(وَفِي الْقرب أخشاه وَفِي الْبعد قاتلي ... فوا حَربًا من بعده وتدانيه)
(يفوق من جفنيه للحرب أسهما ... بأوهنها يَرْمِي الكمى فيصميه)
(بذلت لَهُ روحي فَأَعْرض معجبا ... وَقَالَ أملكي عَاد ملكك تهديه)
(وبالشعب من وَادي النقا خير جيرة ... غَدَتْ بغيتي وَالله من غير تمويه)
(إِذا ذكرُوا يرتاح قلبِي كَأَنَّمَا ... أَتَت نَحوه تنقاد قسرا أمانيه)