وتملك دَار الْعدْل الْمَنْسُوب تعميرها الى السُّلْطَان نور الدّين الشَّهِيد بِالْقربِ من بَاب السَّعَادَة وعمرها عمَارَة متقنة ثمَّ سَافر الى الرّوم فى سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَألف وَحج مرَّتَيْنِ وَصَارَ وَكيلا عَن نواب الشَّام مَرَّات وَعمر ضريح سيدى سعد بن عبَادَة الصحابى رضى الله تَعَالَى عَنهُ بقرية المنيحة تَابع وقف السنانية وَبنى عَلَيْهِ قبَّة لَطِيفَة وأحدث الى جَانِبه مَسْجِدا وَبِالْجُمْلَةِ فقد صَار من ألطف المنتزهات وَله غير ذَلِك من المآثر الدَّالَّة على متانة رَأْيه وَحسن تصرفه وَالْحَاصِل انه كَانَ كَبِير الجاه وَالْعقل وَله التَّصَرُّف التَّام فى الامور وَكَانَت وَفَاته نَهَار الاحد ثانى وعشرى شهر ربيع الاول سنة سبع وَخمسين بعد الالف وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير وسيأتى ابْنه مصطفى فى حرف الْمِيم ان شَاءَ الله تَعَالَى
الامام الْقَاسِم الملقب بالمنصور بِاللَّه بن مُحَمَّد بن على بن مُحَمَّد بن على بن الرشيد صَاحب الْيمن وَتقدم ذكر بَقِيَّة نسبه فى تَرْجَمَة ابْنه الامام اسمعيل المتَوَكل على الله قَالَ السَّيِّد روح الله عِيسَى بن لطف الله بن المطهر فى كِتَابه الانفاس اليمنية فى الدولة المحمدية اعْلَم أَن هَذَا الامام يعْنى الْقَاسِم مَا لِآبَائِهِ وأجداده فى الرياسة الَّتِى هى قَود الْجنُود وخفق البنود قدم وَلَا قدم وَلَا كَانَ لسلفه عَلامَة وَلَا علم وَكَانَ أَبوهُ من عَسْكَر والدنا المطهر بن شرف الدّين وَله رزق يجرى عَلَيْهِ من جملَة الْعَسْكَر الَّذين هم غير مرابطين وَشهد مَعَ والدنا الْحَرْب الَّتِى جرت بَينه وَبَين الْوَزير الاعظم سِنَان باشا وَذَلِكَ فى قاع خوجان وَكَانَ مولد الْقَاسِم فى سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَتِسْعمِائَة وَلما بلغ سنّ الِاحْتِلَام قَرَأَ الْقُرْآن وَكَانَ فِيهِ فطنة وَقُوَّة ولازم الامام الْحسن الذى أدخلهُ الْوَزير حسن باشا الرّوم وَأقَام عِنْده فى بِلَاد الاهنوم وَبعد سفر الامام الْحسن فَارق تِلْكَ الْبِلَاد وَمَا برح ينْتَقل فى الْبلدَانِ وَيطْلب الْعلم وَلما أدْرك طرفا من الْعُلُوم دَعَتْهُ نَفسه الى أَن ينْهض على فَتْرَة من الْفِتَن وَذَلِكَ انه علم أَن الْبِلَاد كَانَت لوالدى لطف الله بن المطهر قد خلت عَن واليها وتعطلت من كاليها فَدَعَا وَقَامَ لثلاث بَقينَ من الْمحرم سنة سِتّ وَألف فى مَحل يُقَال لَهُ جَدِيد قاره من أَعمال شام الشرق فاتقدت عِنْد ذَلِك الْجَمْرَة وبزغ نجم الْفِتَن انْتهى كَلَامه وَقَالَ غَيره كَانَ من أمره أَنه لما توفى المتَوَكل عبد الله بن على بن الْحُسَيْن بن عز الدّين بن الْحسن بن على الْمُؤَيد فى سنة سِتّ عشرَة وَألف ظهر الامام الْقَاسِم فى الْيمن وكاتبه الامير عبد الرَّحِيم بن عبد الرَّحْمَن بن مطهر مكاتبات اتفقَا عَلَيْهَا مِنْهَا فتح الْحَرْب عَن السلطنة