للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الْحُسَيْن بن نَاصِر المهلا وَالسَّيِّد يحيى بن أَحْمد والسيدان اسمعيل وَيحيى ابْنا ابراهيم بن حجاف والقاضى مُحَمَّد بن قدس وَالسَّيِّد على بن صَلَاح الصلعى وَغَيرهم وَمن جَانب المهدى القاضى على بن جَابر الهبل والقاضى يحيى بن اسمعيل الحادى وَالسَّيِّد مُحَمَّد الكبيسى وَغَيرهم واجتمعوا فى الرحبة من أَعمال شهارة للنَّظَر فى التَّرْجِيح بَين الامامين وفى خلال هَذَا كتب السَّيِّد يحيى بن أَحْمد الشرفى رِسَالَة أَولهَا بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم أما بعد حمد الله كَمَا يسْتَحق أَن يحمد وكما ينبغى لكريم وَجهه وجلال سُلْطَانه وَأشْهد أَن لَا اله الا الله وَحده لَا شريك لَهُ شَهَادَة صادرة عَن الْحق الْيَقِين وعيانه وَأَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله الْمُؤَيد بباهر المعجز ونير برهانه وَالصَّلَاة وَالسَّلَام عَلَيْهِ وعَلى آله الَّذين شعشعوا أنوار الْحق وشادوا رفيع بُنْيَانه وعَلى أَصْحَابه الرَّاشِدين المرشدين وَالَّذين اتَّبَعُوهُمْ باحسان فأحيوا شرائع احسانه فَيَقُول العَبْد الْفَقِير الى الله الْغنى بِهِ عَمَّن سواهُ يحيى بن أَحْمد بن مُحَمَّد الشرفى تجَاوز الله عَنهُ وَعَافَاهُ وتلقاه برحمته اذا توفاه انه لما اخْتَار الله وَله الْخيرَة واليه يرجع الامر كُله لمولانا أَمِير الْمُؤمنِينَ المتَوَكل على الله رب الْعَالمين اسمعيل ابْن أَمِير الْمُؤمنِينَ قدس الله روحه مَا لَدَيْهِ من الْكَرَامَة وألحقه بآبائه الطاهرين الَّذين رفع درجاتهم فى دَار الكرامه وَجب النّظر فِيمَن يخلفه فى منصبه الْجَلِيل وَيقوم مقَامه وَكَانَ المؤهل لذَلِك الشَّأْن الْعَظِيم والمنظور اليه والمؤمل لتحمل الاعباء الثَّقِيلَة والمعول عَلَيْهِ هُوَ مَوْلَانَا أَمِير الْمُؤمنِينَ الْمَنْصُور بِاللَّه الْقَاسِم ابْن أَمِير الْمُؤمنِينَ الْمُؤَيد بِاللَّه أيده الله لما أَتَاهُ الله وَخَصه بِهِ من أَوْصَاف الْكَمَال فى الدّين وَالدُّنْيَا وَكَمَال الاوصاف الَّتِى يلغى بهَا فى محاسنه الى الْغَايَة القصوى من الْعلم والحلم وَالتَّقوى والورع وَالْكَرم والسخاء والتواضع والايثار المراضى ربه فى كل حَال وَحسن الاخلاق الَّتِى هى وَاسِطَة عقد شرائف الْخِصَال وطهارة المنشا وخصائص الكرامات الَّتِى يخص الله بهَا من عباده من يَشَأْ فَلم تتق نَفسه الى تَحْصِيل دنيا دنية وَلَا زاحم عَلَيْهَا أحدا من الْخلق بل اطرحها وأبت الِالْتِفَات اليها نَفسه الابية وهمته الْعلية وَقصر همه فى ليله ونهاره على الِاشْتِغَال بِمَا يزلفه عِنْد بارئ الْبَريَّة حَتَّى فاض عَلَيْهِ من مجَال الْكَرَامَة من ربه وَغَشيتهُ أنوار التَّوْفِيق الالهية فَألْقى الله عَلَيْهِ محبَّة فى قُلُوب عباده وعمرها بعظمته وغمرها بوداده وأبرز فِيهِ السِّرّ الْمُقَدّس الذى أودعهُ فى آبَائِهِ وأجداده فوفقه لاقتفاء

<<  <  ج: ص:  >  >>