وأعيان شهودها ويبالغون فى نصيحته فى كِتَابَة التمسكات يعلمونه الْحِيلَة وَهُوَ يُبَالغ فى اكرامهم وَمن غَرِيب خَبره أَنه كَانَ مُسْتَأْجرًا لبستان من بساتين وقف بنى العنبرى قرب المزة وَكَانَ ملاصقا لبساتين بِيَدِهِ فَطلب من نَاظر الْوَقْف أَن يَأْذَن لَهُ بِقطع الْغِرَاس ويحكره أَرض الْبُسْتَان فَلم يفعل وَوَقع بَينه وَبَينه مشاجرة فَأدى طغيان كيوان الى أَن جمع جمعا من الفلاحين وأتى بهم إِلَى الْبُسْتَان لَيْلًا وَأمرهمْ بِقطع جَمِيع غراسه الْكَبِير فَفَعَلُوا وغرسوا مَكَانَهُ غراسا لطيفا وحرثوا الارض وغيروا حُدُود الْبُسْتَان وبابه وأضافوه الى بساتينه ثمَّ استدعى قاضى الْقُضَاة بِالشَّام للكشف عَلَيْهِ وأحضر أَوْلَاد العنبرى فَادعوا أَن الْبُسْتَان دَاخل فى وقفهم وأبرزوا كتاب الْوَقْف فقرئ بالمحضر الْعَام فَلم توَافق الْحُدُود والغراسات فَمَنعهُمْ القاضى وسلط يَد كيوان على الْبُسْتَان وبقى كيوان يترقب لِابْنِ العنبرى النَّاظر فرْصَة ليوقعه فى هَلَاك حَتَّى قدم نَائِب الشَّام مُحَمَّد باشا فى سنة احدى بعد الالف فتقرب مِنْهُ كيوان وأطعمه بجريمة عَظِيمَة فى أَن يُوقع بِابْن العنبرى فعلا فَأمر مناديا يُنَادى على الخواجا مُحَمَّد بن العنبرى بِأَن من لَهُ عِنْده من جِهَة بُسْتَان أَو مُعَاملَة أَو ظلمه أَو زور عَلَيْهِ فليحضر فى غَد بعد صَلَاة الْجُمُعَة الى الحجاجية وَهُوَ بُسْتَان بِالْقربِ من القنوات كَانَ قد ادّعى الْمَذْكُور أَنه اشْترى نصفه من رجل وأبرز تمسكات تشهد بذلك فَلَمَّا كَانَ من الْغَد بعد صَلَاة الْجُمُعَة صلى الباشا فى السنانية وَأرْسل خلف الشَّيْخَيْنِ الشَّيْخ مُحَمَّد وأخيه الشَّيْخ ابراهيم ابنى سعد الدّين فَخَرَجَا من الْجَامِع بالفقراء وانضم اليهما من رعاع النَّاس من لَا يحصر وَأرْسل الباشا الى القاضى فَحَضَرَ وَأمر باحضار ابْن العنبرى فأحضر وَعقد لَهُ مجْلِس بالبستان وَادّعى عَلَيْهِ السَّيِّد مُحَمَّد الجعفرى بِأَن من الجارى فى وقف السَّبع النورى الْبُسْتَان الْمَعْرُوف بالحجاجية وان الخواجا مُحَمَّد الْمَذْكُور وضع عَلَيْهِ يَده بِغَيْر طَرِيق فَسئلَ عَن ذَلِك فَأجَاب بِأَن نصفه بِيَدِهِ بطرِيق الاجارة وَالنّصف الآخر بطرِيق الشِّرَاء من فلَان وأبرز من يَده تمسكات تشهد لَهُ بطبق جَوَابه فأبرز الجعفرى مَا يدل على أَن جَمِيع الْبُسْتَان وقف السَّبع النورى فَقَالَ لَهُ القاضى يَا رجل هَذَا ظهر بِهِ كتاب وقف يشْهد بوقفيته فَكيف تشترى مَا هُوَ وقف فَقَالَ لم أعلم بِكَوْنِهِ وَقفا وانما اشْتَرَيْته على كَونه ملكا كَمَا يشْهد لى بذلك هَذِه التمسكات على أَنى لما اطَّلَعت على كَونه وَقفا خرجت عَنهُ وأعدته وَقفا كَمَا كَانَ وَأظْهر تمسكا يشْهد باعادته وَقفا كَمَا كَانَ فَقَالَ لَهُ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute