(أيا شيخ لطف الله الى لقَائِل ... وَلَا شكّ من سماك فَهُوَ مُصِيب)
(لانى رَأَيْت اللطف فِيك سجية ... وَللَّه فى كل الامور حبيب)
(سَأَلتك سفرا أستعين بهَا على ... عبَادَة ربى لابرحت تجيب)
(فتوضح لى يَا شَيخنَا مَا أقوله ... فَأَنت لداء الْجَاهِلين طَبِيب)
(وَأَنت لنا فى الدّين عون وقدرة ... بقيت على مر الزَّمَان تصيب)
فنظم لَهُ أرجوزة فى الْفَرَائِض وكتابا يتَعَلَّق بِربع الْعِبَادَات ككتاب أَبى شُجَاع فى فقه الشَّافِعِيَّة وَلم يخرجَا الى الْيمن وأجابه بقوله
(أمولاى يَا من فاق مجدا وسوددا ... وَمَا ان لَهُ فى الْخَافِقين ضريب)
(أتانى عقد يخجل الدّرّ نظمه ... ويعجز عَنهُ أَحْمد وحبِيب)
(معَان وألفاظ زكتْ وتناسقت ... فَكل لكل فى الْبَيَان نسيب)
(وَمَا كَانَ قدرى يقتضى أَن أُجِيبهُ ... ومثلى لذاك الْملك لَيْسَ يُجيب)
(وقلتم بِأَن اسمى يُشِير بِأَن لى ... نَصِيبا وكلا لَيْسَ فِيهِ نصيب)
(أتحسب مَا أَعْطَيْت من لطف شِيمَة ... تقصر عَنْهَا شمأل وجنوب)
(تعدى الى مثلى وأنى وَكَيف ذَا ... وانى من أدنى الْكَمَال سليب)
(وَلَكِن حويت اللطف أَنْت جَمِيعه ... فَقلت على ذَا النَّاس أَنْت عَجِيب)
(وأمركم مَاض وحظى قبولكم ... وانى على قدر الْقُصُور مُجيب)
وَكَانَ صَاحب التَّرْجَمَة فى سكناهُ مَكَّة وَأَهْلهَا معلقون بأَشْيَاء قد استنكرها الْعَلامَة ابْن حجر وصنف للزجر عَنْهَا كتابا سَمَّاهُ كف الرعاع عَن تعاطى اللَّهْو وَالسَّمَاع وَقل من يسلم من ذَلِك الا من توفرت أَسبَاب تقواه كالشيخ فانه كَانَ أعف خلق الله عَن كل رِيبَة وَحكى أَنه مرض مَرضا آل بِهِ الى السكتة وَتغَير الْحس فَقَالَ بعض مهرَة الاطباء انه يفِيدهُ السماع فَقَالَ المعتنى بشأن الشَّيْخ انه لَا يرضى بذلك فَقَالَ افعلوا مَعَ غَفلَة حسه فَفَعَلُوا فَتحَرك ثمَّ استمروا فميز فَلم يكن المهم لَهُ غير تسكيتهم وَله شرح على خطْبَة الاساس للامام الْقَاسِم وأجوبة مسَائِل منقحة وَكَانَت وَفَاته بظفير حجَّة فى رَجَب سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَألف رَحمَه الله
لطفى بن مُحَمَّد بن يُونُس الْكَاتِب الدمشقى الاديب البليغ الْفَائِق الْمَعْرُوف بالبصير كَانَ فى الذكاء وَقُوَّة الحافظة مِمَّا يقْضى مِنْهُ بالعجب وَلم يكن فى زَمَنه من يماثله فى الحذق وَقُوَّة البراعة وَسُرْعَة الِانْتِقَال والبديهة وَشدَّة الْحِفْظ ولد بِدِمَشْق