بهَا مُدَّة ثمَّ أُعِيد مكرما وَلما سَافر السُّلْطَان مُرَاد الى بَغْدَاد صَحبه فى خدمته وولاه فى الطَّرِيق قَضَاء الشأم وَذَلِكَ فى الْمحرم سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَقَالَ أَبُو بكر بن مَنْصُور الْعُمْرَى فى تَارِيخ قَضَائِهِ
(لَا تقل لى فى الْعدْل زيد وَعَمْرو ... وَخذ الصدْق بالْكلَام الْوَجِيز)
(انما الْعدْل يَا أَخا الْفَهم أرخ ... عدل هَذَا مُحَمَّد بن عَزِيز)
ثمَّ عزل عَنْهَا فى ذى الْقعدَة سنة خمسين ثمَّ ولى قَضَاء أدرنه وقسطنطينية وَقَضَاء الْعَسْكَر بِأَنا طولى ثمَّ ترثى الى روم ايلى فى عشرى ذى الْقعدَة سنة سِتّ وَخمسين وعزل ثمَّ أُعِيد فى ثامن من جُمَادَى الاولى سنة سبع وَخمسين ثمَّ ولى الافتاء فى ثامن رَجَب سنة تسع وَخمسين وَأنْشد والدى فِيهِ عِنْد ذكر تَوليته الافتاء
(زَان الرياسة وهى زين للورى ... فازداد رونق وَجههَا بعلائه)
(كالدر يحسن لطفه وبهاؤه ... فى لبة الْحَسْنَاء ضعف بهائه)
وارخ عَام فتواه ابْن عمى مُحَمَّد بن عبد الباقى القاضى الْمَار ذكره بقوله
(وَلما تولى مفتى الْعَصْر من غَدَتْ ... فضائله تسمو بغرب وتبريز)
(وشيد بَيت السعد أَرْكَان مجده ... فَسَاد بهاء بافتخار وتمييز)
(تباشرت الدُّنْيَا بفتواه فازدهت ... وأضحت بِهِ الايام عيدا كنوروز)
(هفا هَاتِف للبشر قَالَ مؤرخا ... فطوبى لفتوى الرّوم بِابْن عَزِيز)
ومدحه الامير بقصيدته البائية الَّتِى // لم يقل أَجود مِنْهَا وَلَا أحسن // ومستهلها
(يعد على أنفاسى ذنوبا ... اذا مَا قلت أفديه حبيبا)
(وَأبْعد مَا يكون الود مِنْهُ ... اذا مَا بَات من أمْلى قَرِيبا)
(حبيب كلما يلقاه صب ... يصير عَلَيْهِ من يهوى رقيبا)
(سقَاهُ الْحسن مَاء الدل حَتَّى ... من الكافور أَنْبَتَهُ قَضِيبًا)
(يعاف منَازِل العشاق كبرا ... وَلَو فرشت مسالكها قلوبا)
(فَلَو حمل النسيم اليه منى ... سَلاما رَاح يمنعهُ الهبوبا)
(أغار على الجفا مِنْهُ لغيرى ... فليت جفاه لى أضحى نَصِيبا)
(وأعشق أعين الرقباء فِيهِ ... وَلَو ملئت عيونهم عيوبا)
(لقد أَخذ الْهوى بزمام قلبى ... وصير دمع أجفانى جنيبا)
(وَمَا أملت فى أهلى نَصِيرًا ... فَكيف الْآن أطلبه غَرِيبا)