(فيوضح من مشكلات الْعُلُوم ... بفكر خلا ضوءه عَن ظلام)
(فنظم القريض يرى دونه ... عصامى طبع شرِيف الْمقَام)
(يشابه للدر فى سلكه ... ويحوى اشارات طعن السِّهَام)
(فَلَو رام سحبان أَلْفَاظه ... لقصر فى رقة الانسجام)
( ... ويهفو جرير لتقبيلها ... ويعجز عَن مثلهَا فى النظام)
(فيأيها الخدن شمس العلى ... وجرثومة الْفَخر نسل الْكِرَام)
(فَمَا اسْم رباعى اذا مَا بدا ... فنعتا يرى فى مجَاز الْكَلَام)
(فآونة تلقه فى الْعلَا ... وفى الارض طورا بحول الاكام)
(ثَلَاثَة أَرْبَاعه ان قلبت ... هى اسْم لما بدؤه فى انعدام)
(وان لم ترد قصد تقليبها ... فَمَعْنَاه فى الْحَرْب بادى اللثام)
(وَأَيْضًا يرادف معنى الذّهاب ... اذا كَانَ عَن بدئه فى انفصام)
(وَنصف لَهُ بعد تصحيفه ... حرى بِهِ من لَهُ احترام)
(وَبَاقِيه بِالْقَلْبِ لَا يقتضى ... لاثبات شئ وَأمر يرام)
(فأنعم بِحل رموزى الَّتِى ... لَهَا الْفِكر فى حيرة واصطلام)
(وألغز لنا مَا بدا فى الْجَواب ... وَبَين لنا قصدنا والمرام)
(وَدم وابق فى سودد سرمدا ... مدى الدَّهْر مَا ناح ورق الْحمام)
فَأَجَابَهُ بقوله
(أَزْهَر الربى كللته الْغَمَام ... أم الزهر ساطعة فى الظلام)
(وَهل مَا أرى حببا رائقا ... بكاس طلا حسن الانتظام)
(أم الْبَرْق ام دُرَر نظمت ... أم افتر ثغرك عِنْد ابتسام)
(أيا بدر تمّ غرامى بِهِ ... قديم أكيد وَحقّ الغرام)
(وَيَا ريم أنس لجراه لم ... يعد لى سوى سقمى من مرام)
(يمانى لحظك هلا نبا ... وخطى قدك هلا استقام)
(وَيَا ممرض الْقلب من هجره ... وبالجسم يَا مورثا للسقام)
(وَيَا تاركى مثلا فى الْهوى ... أفديك جد وارع لى فى الذمام)
(رَضِينَا الْهوى حَاكما بَيْننَا ... أحل من المغرم الانتقام)
(وجد بالنهى شرطا أَحْكَامه ... وأى حجى كَانَ للمستهام)