للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

(قاسى الْفُؤَاد أعَار أَغْصَان النقالين المعاطف ... )

(لهبت بِنَار صدوده ... كبدى ودمع الْعين ذارف)

(وممتع كالغصن دون لِقَائِه خوض المتالف ... )

(من وَصله وصدوده ... أَنا دَائِما راج وخائف)

(فعلت بِنَا ألحاظه ... مَا تفعل الاسد الرواعف)

(متجاهل عَمَّا يقاسى فِيهِ قلبى وَهُوَ عَارِف ... )

وَله غير ذَلِك مِمَّا يروق ويشوق وَكَانَت وَفَاته فى جُمَادَى الاولى سنة عشرَة بعد الالف

مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد بن عبد الرؤف المكى أحد الْفُضَلَاء الاذكياء والادباء الالباء وَمِمَّنْ نَشأ فى طَاعَة الله ولازم تقواه واشتغل بِمَا يعنيه من أموردينه ودنياه وجد فى طلب الْعلم النافع فَأدْرك مَا لم يُدْرِكهُ الْكِبَار وَهُوَ يافع وَأخذ عَن كثيرين مِنْهُم الشَّيْخ عبد الله بن سعيد باقشير وَصَحب السَّيِّد الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى سَالم بن أَحْمد شَيْخَانِ وتلقن مِنْهُ الذّكر وَلبس الْخِرْقَة ولازمه واختص بِهِ وَفتح الله عَلَيْهِ بفتوحاته السّنيَّة الا انه لم تطل حَيَاته فاخترمته الْمنية فى شبابه وَهُوَ وَالِد الشَّيْخ عبد الرؤف الْمَوْجُود الْآن وَكَانَ ينظم الشّعْر وَمن شعره قَوْله يمدح السَّيِّد أَبَا بكر بن شَيْخه السَّيِّد سَالم الْمَذْكُور وَيُشِير الى ثُبُوته على حَلقَة الذّكر الَّتِى كَانَ يعقدها وَالِده فى الْمَسْجِد الْحَرَام وَمنعه من أَرَادَ أَن يتَعَدَّى بِمَنْعه مِنْهَا فى الْمَسْجِد وَنَصره الله على أعدائه

(سلوا عَن فؤادى فى الْهوى كل شائق ... وَعَن شوق كلى للوى كل سائق)

(وكل فَتى قد نَالَ منى صبَابَة ... وَلَا مَال عَن نهجى وَلَا بمقارقى)

(يخال بِأَن الْحبّ لم يبْق من ضنى ... بقا يَا للقيا أَو لرؤيا المفارق)

(صَبَّابًا لصبا قد مالكم فى صبَابَة ... فَهَل مثله صب وَذُو قلب خافق)

(وَمن حب ليلى ثمَّ هِنْد وَزَيْنَب ... وَرَافِع دعد ذى المواضى الهوارق)

(اذا لَاحَ من تِلْكَ الثنايا بويرق ... ثنتنا المنايا وافنتنا بطالق)

(وان لَاحَ فى شَرق بريق شروقها ... وجادت بريق من وميض البوارق)

(فانى الصد الصادى لطيف خيالها ... بمهجة ايقادى ومقلة وامق)

(وان ماست الاعطاف مِنْهَا من الصِّبَا ... ومالت بهَا الارداف ميلًا كآنق)

(تسترت الاغصان فى قضب دوحها ... حَيَاء وَعَاد كالفئام الطوارق)

(وَمن كلهَا كلى قَتِيل جمَالهَا ... وتفصيله منى فَلَيْسَ بلائق)

<<  <  ج: ص:  >  >>