للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

الْبَيْتَيْنِ بِخَط بعض أَصْحَابه منسوبين اليه وهما

(خلت الْعُيُون الراميات بأسهم ... يجرحن قلبا بالعباد معذبا)

(فاعجب للحظ قَاتل عشاقه ... فى حالتيه اذا مضى واذا نبا)

// وَهُوَ معنى لطيف // وَأَصله قَول ابْن الرومى

(نظرت فأقصدت الْفُؤَاد بسهمها ... ثمَّ انْثَنَتْ عَنهُ فكا يهيم)

(وبلادى ان نظرت وان هى أَعرَضت ... وَقع السِّهَام ونزعهن أَلِيم)

وَكَانَ بَينه وَبَين أَحْمد بن شاهين مَوَدَّة الحيدة ومراسلات كَثِيرَة مِنْهَا مَا طتبه إِلَيْهِ الشاهينى فى صدر كتاب وَهُوَ فى الْحَج

(سَلام كورد فاتح مونق ندى ... على منزل فِيهِ خيام مُحَمَّد)

(مُحَمَّد قاضى الركب لَا زَالَ ساميا ... لاوج حجاز خدن رأى مُسَدّد)

(ورد الهى ذَلِك الْوَجْه سالما ... بعيش على رغم الحواسد أرغد)

وَكَانَت وِلَادَته فى سنة احدى عشرَة وَألف وَتوفى وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير وَحكى والدى فى تَرْجَمته قَالَ مِمَّا اتّفق لَهُ مَعَه انى ذهبت أَنا واياه الى عِيَادَة مَرِيض فصادفنا عِنْده يَعْقُوب الطَّبِيب اليهودى فَلَمَّا خرجنَا خرج الطَّبِيب مَعنا فَسَأَلَهُ الْقَارئ عَن الْمَرِيض فَقَالَ رُبمَا أَنه يَمُوت الْيَوْم أَو غَدا فان نبضه سَاقِط جدا ففى ثانى يَوْم من ذَلِك مرض الْقَارئ وَمَات بعد أَيَّام وَلم تمض جُمُعَة الا والطبيب مَاتَ أَيْضا وعوفى الْمَرِيض فَذكرت قَول الْقَائِل

(كم من عليل قد تخطاه الردى ... فنجا وَمَات طبيبه وَالْعود)

السَّيِّد مُحَمَّد بن على الْمَعْرُوف بالمنير الحسينى الحموى الاصل الدمشقى الشافعى الْمَذْهَب الشَّيْخ المعمر الْمُنِير الْخَيْر الْبركَة قطب وقته كَانَ من المعمرين الاخيار اتّفق أهل عصره على صَلَاحه وديانته وَكَانَ فى جَمِيع أَحْوَاله مَاشِيا على نهج الْكتاب وَالسّنة وَعمر كثيرا قيل انه جَاوز الْمِائَة وَانْقطع مُدَّة عَن الْحَرَكَة وَله كرامات وأحوال عَجِيبَة مِنْهَا مَا حَكَاهُ بعض الثِّقَات أَنه رَآهُ فى موقف عَرَفَة وَكَانَ لم يخرج فى تِلْكَ السّنة من دمشق وَذكره والدى رَحمَه الله فى ذيله وَأثْنى عَلَيْهِ كثيرا ثمَّ قَالَ وَمن شَاهد أَحْوَاله لَا يشك أَنه من الْقَوْم السالمين من الْمَحْذُور واللوم اذا حلوا ارضا أخصبت من أنواء جودهم وأضاءت بأنوار وجودهم

(اذا نزلُوا أَرضًا تولى محولها ... وَأصْبح فِيهَا رَوْضَة وغدير)

<<  <  ج: ص:  >  >>