للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

(قد صيروا جمع الورى ... فى حَالهم عجزى حيارى)

(لَا مُسلمُونَ وَلَا مجوس ... وَلَا يهود وَلَا نَصَارَى)

(متيمنون منعمون ... فهم بِهِ صحوى سكارى)

(أَفْرَاد اجناد الْهوى ... فخيولهم أَنى تحارى)

(صَارُوا صراعى فى الغرام وفى حمى ليلى اسارى ... )

(شاهدتهم فشهدتم ... أَعْيَان محبوبى جهارا)

(مذ بَان أَنى مِنْهُم ... أيقنت أَن لَا لى قرارا)

(اذ لَا مقَام لَهُم يرى ... الا بِفَرْض الحكم دَارا)

(هم عين شَاهد رَبهم ... سربهم مِنْهُ استنارا)

(كل يُحَقّق مِنْهُم ... بِحَقِيقَة لاحت ظِهَارًا)

(بِمُحَمد لوح القضا ... سرا بأقدار توارى)

(بمظاهر مِنْهَا الْكَرِيم الى الكليم ألاح نَارا ... )

(فَأتى يُهَرْوِل نَحْوهَا ... فلاجل ذَا شكر البدارا)

وَكَانَت وِلَادَته كَمَا أخبر بِهِ بعض تلامذته فى شَوَّال سنة أَربع بعد الالف وَتوفى بِالْمَدِينَةِ سنة تسع وَسِتِّينَ وَألف رَحمَه الله تَعَالَى

السَّيِّد ميرماه الحسينى البخارى المدنى الْعَلامَة صَاحب الذِّهْن الْوَقَّاد والفكر النقاد وَكَانَ آيَة باهرة فى الْعُلُوم بأسرها وَله الْيَد الطُّولى فى كَلَام سيدى الشَّيْخ الاكبر ابْن عربى قدس سره وَغَيره من أَرْبَاب المعارف وَكَانَ شيخ هَذَا الشَّأْن فى عصره توطن الْمَدِينَة المنورة وَكَانَ من أَصْحَاب الْعَالم الربانى عبد الرَّحْمَن بن على الخيارى وَأخذ عَنهُ الحَدِيث وَلَزِمَه وَلَده شَيخنَا ابراهيم وانتفع بِهِ وَقَرَأَ عَلَيْهِ التَّفْسِير والعربية والمعانى وَالْكَلَام وَكَثِيرًا من الفتوحات ووصايا ابْن عربى وجانبا من الفصوص وَكَثِيرًا من رسائله وَكتبه سِيمَا المحاضرة وَكَثِيرًا من كتب الْقَوْم وَذكره فى رحلته فى محلات مِنْهَا وَقَالَ فى وَصفه كَانَ امام أَرْبَاب الطَّرِيقَة وَالْجَامِع بَين الشَّرِيعَة والحقيقة سمعته غير مرّة يَقُول انه لَا مُخَالفَة بَينهمَا وَمن ادّعى ذَلِك فَعَلَيهِ الْجَواب ثمَّ ألف مؤلفا فى ذَلِك سَمَّاهُ مرج الْبَحْرين وَالْجمع بَين المذهبين يعْنى مَذْهَب أهل الظَّاهِر وَأهل الْبَاطِن قَالَ وَكَانَت وَفَاته يَوْم الْخَمِيس حادى عشر شَوَّال سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَألف ورثاه شَيخنَا الْمَذْكُور بقصيدة طَوِيلَة ذكرهَا فى رحلته ومطلعها

<<  <  ج: ص:  >  >>