للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

واذا أضمرت الزّهْد فى النَّاس فقد نجحت الآمال وَأمن الباس وَمن شعره قَوْله أَيْضا

(أضعت الْعُمر فى لَهو وطيش ... وَكنت أَظن فى الدُّنْيَا صديقا)

(فَلَمَّا صرت مُحْتَاجا لفلس ... فقدت الاهل والخل الشفيقا)

وَقَوله

(صديق الْمَرْء فى الدُّنْيَا قَلِيل ... وأصدقهم على التَّحْقِيق دِرْهَم)

(تمسك ان ظَفرت بِهِ ودع مَا ... سواهُ فانه للهم مرهم)

وَكتب فى صدر مُكَاتبَة للرئيس يحيى بن كَمَال الدّين الدفترى فى الرّوم تَتَضَمَّن الشكاية فَقَالَ

(من كَانَ يَنْفَعهُ الادب ... ويحله أَعلَى الرتب)

(فَلَقَد خسرت عَلَيْهِ مَا ... ورثت من أم وَأب)

(كم رزقة كَانَت تصون الْوَجْه عَن ذَلِك الطّلب)

(أتلفتها لَا فى القيان وَلَا هوى بنت الْعِنَب)

(بل فى الْحَوَائِج والحوادث والعوارض والنوب)

(كم قلت لما بعتها ... وحصلت فى أسر الكرب)

(ذهبت دجاجتنا الَّتِى ... كَانَت تبيض لنا الذَّهَب)

فَلَمَّا وصلت الرسَالَة والابيات للرئيس يحيى الْمَذْكُور كلف أَبَا المعالى الطالوى أَن يكْتب عَن لِسَانه جَوَابا فَكتب فى جَوَاب الابيات قَوْله

(خسر الذى بَاعَ الادب ... بالبخس فى سوق الطّلب)

(أَو مَا درى أَن القناعة للفتى مَال يحب ... )

(وَرَأى بَان الْحر يقنعه الْقَلِيل من النشب ... )

(مَا رزقة كَانَت تصون وَمَا الذى أورثه أَب ... )

(حاشا لمثلك عَن هوى الْقَيْنَات أَو بنت الْعِنَب ... )

(أَو ناعم أَطْرَافه ... عذب اللمى حُلْو الشنب)

(فى كَفه لَهب المدام وفى الحشا مِنْهُ لَهب ... )

(كم من أَخ كُنَّا نظن بِهِ اخاء ذوى النّسَب ... )

(حَتَّى بلونا وده ... فازور ينشد فى غضب)

(ذهبت دجاجتنا الَّتِى ... كَانَت تبيض لنا الذَّهَب)

(هلا تذكر ديكها ... اذ صَاح صيحته الْعجب)

<<  <  ج: ص:  >  >>